فاتن قبيسي|
في السنوات الأخيرة، اصبح العمل الدرامي الموقّع باسم كارين رزق الله ككاتبة وممثلة محجوزا في البرمجة الرمضانية. تختار مواضيعها بتأن، تنجح احيانا وتعيد حساباتها احيانا أخرى. ولكنها تنتصر بالاجمال للدراما اللبنانية.
“انت مين” المسلسل الذي يعرض حاليا عبر محطة “mtv”، يقترب بحسب الاحصاءات من الصدارة. اذ ثمة مشاهدون يعيدون حساباتهم ايضا في مجال المتابعة الدرامية، فيغيّر البعض من خياراته المعروضه امامه على الشاشات، مع توالي الايام الرمضانية. هذا العمل الذي يتناول تداعيات الحرب الاهلية على بعض الشخصيات، يجمع بين الجنون والحب والبسمة، في قصة تتمحور حول شابة تحاول الإنتحار وتفشل محاولتها وينقذها الدكتور نسيم (عمار شلق)، لتفتح علاقتهما الباب على ماضيهما، ونتيجة البحث يكتشفان أمورا لم تكن في الحسبان.
ورزق الله التي لم يكن لها فرصة لمشاهدة معظم الحلقات بسبب انشغالها بالتصوير، اخذت فرصتها منذ حوالى اسبوع فقط، مع اغلاق عدسة المخرج ايلي حبيب، ليسنى لها المشاهدة ومتابعة ردود الفعل على عملها بهدوء.
وعن مدى رضاها عما تشاهده، تقول ل”شاشات”: “لا كمال في الحياة بشكل عام، دائما هناك تفاصيل كنا نفضل ان تكون افضل. ولكن بالاجمال راضية عن المسلسل، واحببت طريقة عمل المخرج لشعوري بعدم وجود كاميرا تفصل بين المَشاهد والمُشاهِد، وليس ثمة تجميلا للواقع. والاصداء جاءت على هذا النحو”.
وعن انطباعها حول تقدم مسلسلها بلغة الاحصاءات، تقول رزق الله بشيء من الواقعية: كل المسلسلات اذا ما شوهدت في رمضان، فانها ستُشاهد في الاعادة بعده، او عبر الانترنت، اذ أنها اصبحت كلها بمتناول الجميع. موضوع التراتبية بحسب الارقام لا معنى له. والاعمال التي تحتل المراتب العشرة الاولى كلها سيكون لها نصيب من المشاهدة. اما المعيار الحقيقي للنجاح فهو ما نشعر به في الشارع، وتعليقات الناس الذين اصادفهم، وبعضهم قد يذكر امامي عبارة واردة في المسلسل لأنها تحمل دلالات بالنسبة اليه. هذا هو فعلا ما يفرحني.
ولكن رزق الله تعتبر ان نقطة قوة العمل بالاجمال هو انه مسلسل لبناني مئة بالمئة. وهذا ما يفضله المشاهد المحلي. لأن المتابع يتماهى مع هوية العمل ولغته اي لكنته، كما ان طبيعة القصة تلقى استحسانا، الى جانب البسمة التي تغلف بعض الأحداث.
واجواء التصوير التي تخللتها روح المرح بين الفريق (يشارك فيه جوليا قصار، عايدة صبرا، انجو ريحان ونقولا دانيال)، كانت رزق الله تمارس فيها “النق” اليومي على طريقتها، بسبب بعد المسافة الجغرافية بين منزلها في ادما و”اللوكيشين”. الامر الذي كان يستنزف وقتها قبل الوقوف امام الكاميرا. وفي هذا الاطار تقول بطرافة: “كنت انتقل على سبيل المثال الى صيدا على مدى 15 يوما، بعد رحلة يومية تستغرق ثلاث ساعات ونصف، الى ان “ضربت رجلي في الارض وقلت لهم: ما بقى بدي روح ع صيدا. بدي صور ببيروت”. عندها انتقلنا كبديل الى الاوزاعي والحمرا. فقلت في نفس ” يا ريت طلبت منهم الانتقال الى كسروان!” واردفت : “فعلا النق احيانا بفيد”!
وبانتظار التحضير للمسلسل الرمضاني المقبل، تأخذ رزق الله اليوم فترة راحة حتى تتبلور لديها قصتها الدرامية الجديدة، لتبدأ بعدها بالكتابة. على ان تعرض محطة “mtv” بعد اشهر مسلسلها “بردانة” الذي يشاركها البطولة فيه بديع ابو شقرا ووسام حنا (كتابة كلوديا مرشليان واخراج وانتاج نديم مهنا).
شاركنا النقاش