فاتن قبيسي|
ليس سهلا ان يخرج الفنان عبدو شاهين من عباءة “شاهين” التي كرّسها في “الهيبة” (اخراج سامر برقاوي) لأربعة أجزاء متتالية. لكن الفنان الشاب المثابر يجتهد ليتلون في الشخصيات التي يقدمها. يحاول ان يستفيد من خبرته المسرحية الطويلة ليغوص في “كركتيرات” مختلفة بأدوات مغايرة.
وعليه، يتنقل الفنان اللبنان اليوم بين شخصيتين: “شاهين” في “الهيبة- جبل” (الجزء الخامس) و”داوود” في “الزيارة”. غدا السبت سيبدأ تصوير اولى مشاهده في العمل الثاني لصالح “مجموعة mbc”، يملؤه الحماس لتقديم شخصية غير نمطية على الاطلاق. انه دور ناسك متعبد في مسلسل رعب يخرجه ثلاثة مخرجون، اسباني، وبريطاني ومصري. من هنا، فانه يتحضّر لتجسيد شخصية مختمرة بعجينة الواقع، حيث دخل اديرة في لبنان وتعايش مع فكرة رجل الدين عن كثب.
يبحث عبدو شاهين عن قفزة الى الامام في كل عمل له. فالطموح وكسر المألوف يرافقانه دائما في خياراته لادواره. من هنا، يصبح “شاهين” في “الهيبة” سيف ذو حدين بالنسبة اليه.
وفي هذا الاطار يقول لـ”شاشات”: لعله من الجيد اننا وصلنا الى الجزء الاخير من “الهيبة”. اذ يمكننا التطرق الى مواضيع جديدة في الواقع اللبناني. فموضوع الممنوعات استُهلك. نحن عُرفنا كممثلين من خلال “الهيبة”، ولكن تم تنميطي بشخصية “شاهين”، علما انني شخصياً لستُ مع الثأر، واطالب بالزراعات البديلة، لذلك لا اقبل اليوم اي دور احمل فيه سلاحا او يشبه “شاهين” بشكل من الاشكال. فبعد 12 سنة من العمل المسرحي، يمكنني ان انقل ادواتي الى الدراما. من هنا، انا سعيد جدا بشخصية “اكرم” التي قدمتها في مسلسل “لا حكم عليه” (كتابة بلال شحادات ونادين جابر، اخراج فيليب اسمر، الصباح اخوان). وهي جديدة كليا. وقد تعاملت فيها مع المخرج فيليب اسمر، وهو صاحب رؤيا فنية هامة، ويقدم اعمالا بايقاع متماسك.
ويستغرب عبدو شاهين تعاطي البعض مع شخصية “شاهين” في “الهيبة” موضحا بقوله: انا لعبت الدور لأنني ممثل، وليس كوني بقاعياً. فان ابن عائلة لم تتعاط السلاح او زراعة الممنوعات يوما. ويزعجني عدم فهم المهنة من قبل البعض. يسعدني نجاحي بالدور، ولكن اكره التنميط، لذا احاول الخروج من هذه الشخصية، والتي تتضمن بطبيعة الحال خطوطا صعبة الأداء.
ولكن هل ثمة تطور في شخصية “شاهين” في الجزء الخامس من “الهيبة” ام انها ما تزال ضمن المساحة ذاتها؟
يجيب شاهين على السؤال بالقول: اطالب دائما بتغييرات في دوري، عبر خطوط جديدة تطرأ عليه. من هنا، احببت قصة الحب على سبيل المثال التي لعبتها مع الممثلة روزينا لاذقاني في الجزء الثاني. ولكني اساسا اؤدي احدى الشخصيات المساندة للابطال، ومساحة دوري لم تكن اساسية، وليس المطلوب بان تكون كذلك، ولكن احب على الاقل بان تكون شخصية فاعلة كما بدأت. وردا على سؤالكً اقول بان مساحة دوري في الجزء الخامس كما هي.. لم تتغير.
كيف ترى خروج زميلك اويس مخللاتي (صخر) من الجزء الخامس، ثم تعليقه مؤخرا على صورة قبره المتسربة من العمل؟
يرد شاهين بالقول: لكل شيء سلبياته وايجابياته. خروج مخللاتي يتعلق بعلاقته مع الشركة المنتجة. ونفتقد لغيابه اثناء التصوير على المستوى الشخصي. اما مهنيا، فقد تم استثمار هذا الغياب عبر فتح خطوط درامية جديدة.
ويضيف: يجب الا نختلف مع الشركة المنتجة. بل نخرج منها كما دخلنا بأسلوب مهني. ويمكن معالجة كل نقاط الخلاف. “الصباح اخوان” قدموا لنا قفزة مهنية، ولم نشعر يوما بتعاط خاطىء مع الممثلين. وانا الوم اويس مخللاتي على تعليقه على صورة قبر “صخر”. نحن لا نشتغل كيديات. “الهيبة” عمل خدمنا كثيرا، فلنقل “شكرا”. علما انه مسلسل مجهد جدا، فاحيانا نبقى تحت الشمس لساعات من اجل تصوير مشهد واحد. وعلينا ان نحافط على العلاقة التي نشأت بين فريق العمل بعد خمس سنوات من التعاون.
ماذا عن مشاركتك في “الزيارة” لصالح مجموعة mbc، اي خارج اطار “الصباح اخوان”؟
يجيب عبدو شاهين بالقول: هذه المشاركة تشكل فرصة جديدة لي. وهي تتم بمباركة صادق الصباح نفسه. واعتقد ان “الزيارة” سيكون اهم عمل درامي بالنسبة لي. لست مخولا باعطاء تفاصيل، ولكنني اشيد بالمخرجين، وبطريقة كتابة الشخصيات والتفاعل في ما بينها، واصرار الشركة على ان يكون التفاعل بين الممثلين مسبوقا بالتصوير. واشيد ايضا بدور الفنانة ندى ابو فرحات المشرفة على تمارين ما قبل التصوير.
ويضيف: صحيح ان هذا العمل يضم 8 حلقات فقط، ولكن يمكنني القول بأننا سنشاهد 8 افلام سينمائية بامتياز!
شاركنا النقاش