دمشق: آمنة ملحم|
قليلة هي الأعمال الدرامية التي يشكل المكان الريفي عمودا اساسيا فيها، إلا أنها تحمل خصوصية بلا شك في الصورة، حيث الطبيعة السورية الخلابة تفرض نفسها على الشاشة بين أبطال العمل الدرامي
وفي رحلة بحث لفريق عمل “كرم منجل” عن “لوكيشن” تصوير في الريف السوري بين بساتين الحمضيات بما يخدم الحدوتة، وقع الاختيار على ريف اللاذقية في مدينة القرداحة، حيث البساتين والكروم الحبلى بالخيرات، لتشكل بدورها كرماً للمختار “ابو منجل (جرجس جبارة)، ذلك الرجل المتصابي الذي يبيع المحاصيل الوفيرة دائما، فيكثر المال بين يديه، لنجده يسعى نحو الصبايا في الضيعة ليتزوجهن واحدة تلو الاخرى بغية انجاب الصبي. إلا أن اربع زوجات لا تنجب له سوى الفتيات، ضمن أحداث درامية طريفة تحمل النفس الكوميدي.
في زيارة لكواليس العمل في اللاذقية، تدهشك الطبيعة الأخاذة والبساطة المحيطة بها من خلال لباس شخصيات العمل والنمط الحياتي المنسجم مع الجو العام. وبالحديث عن العمل يخبرنا مخرجه عمار تميم بأنه اجتماعي يحمل طابع الكوميديا، ويعتمد على “الكركترات” اكثر من كوميديا الموقف، مشيدا بالنص الذي كتبه فهد مرعي كونه يحمل الطرافة في محاولة لزرع البسمة في الدرب.
وعن اسم العمل “كرم منجل”، يلفت تميم إلى أنه انعكاس لإسم الضيعة التي ستدور فيها الاحداث، منوها بأن العمل لا يحمل لهجة ريفية محددة تبعا للمكان، بل هي اللهجة البيضاء التي تدخلها اللهجة الفلسطينية أحيانا بما يخدم العمل.
وحول تكرار تصوير أعماله في اللاذقية، يشير تميم إلى أنها محاولة لتسليط الضوء على جمالية الأماكن السورية وجذب الأنظار اليها.
ومن بين الفنانين الذين التقينا بهم في الكواليس، إلى جانب جرجس جبارة المتفائل بالعمل عموما، كان الفنان جمال العلي المتحمس للعمل رغم أن مساحة دوره ليست كبيرة، انطلاقا من إيمانه بأن الدور الفعال يترك أثرا ولو كان مختصرا بعدة مشاهد. ويلعب هنا دور والد أحد زوجات المختار، وتحديدا الزوجة الرابعة الاصغر بينهن، متمنيا أن يصل العمل للمشاهد بالطريقة الافضل.
اما دور ابنته فتلعبه ملكة جمال العرب في أوروبا لعام 2018 غدير عمر، التي تعرّف الشخصية بأنها الفتاة المغرومة بأفلام الرعب والاكشن، الشقية التي كانت تحب طبيب الضيعة، ولكنها مع تصاعد الاحداث تتزوج المختار. وهي المشاركة الدرامية الثانية لها بتشجيع من المخرج تميم والمنتج عاطف حوشان، متمنية أن تحقق حضورا جيدا عبرها.
ومن ضمن الزوجات، سنرى الفنانة عهد ديب “عنود”، التي ستحل زوجة ثالثة على “أبو منجل”، وتسير الاحداث معها ضمن مواقف طريفة ومشاحنات مع الزوجات، منوهة بأن هذه الشخصية الكوميدية تلعبها لأول مرة بهذا الشكل المتكامل. وتلفت الى أن الكوميديا هي من أصعب الانواع الدرامية في الأداء، وشعرة صغيرة تفصل بين نجاحها وفشلها، وهذا يعود الى قدرة المخرج على ضبط ايقاع العمل عموما، والأداء والصورة النهائية التي سيظهر بها العمل.
ويحضر الفنان غسان الذهبي بدور والد “عنود”، صاحب شخصية “عصمت خزندار”، وهو رجل ذو جذور تاريخية، طماع وكذاب، ترك المدينة متجها للضيعة بحثا عن الكنز المطمور الذي سمع عنه، وفي مصادفة يعلم أن الكنز في بيت المختار، وهنا وفي حيلة منه يزوجه ابنته ظنا أنه بذلك سيصل الى مراده، لتكون نهايته كما يستحق.
وتجسد الفنانتان غادة بشور وعلا بدر الزوجتين الاولى والثانية. كما تشارك الفنانة اريج خضور بشخصية جديدة عليها، فهي ابنة المختار التي تحاول أخذ دور الفتى لارضاء رغبة والدها.
ومن أهالي الضيعة، يحضر الفنان مصطفى العادل بدور الطبيب الذي يحب فتاة تلو الاخرى ليخطفهن المختار منه، حيث يتزوجهن جميعهن.
ومع العمل تعود الفنانة جيما الدريوسي بعد غياب ثمانية عشرة عاما عن التمثيل، معربة عن سعادتها الكبيرة بهذه العودة الكوميدية التي تلامسها كثيرا، فهي في الحياة تعيش دائما في إطار مرح وتبتعد عن الجدية، ومشاركتها هذه تعيدها الى أيام الكوميدية التي رافقت فيها الفنان القدير دريد لحام، في اطار أعمال لا تزال محببة للجمهور.
ولفتت الدريوسي إلى أنها ستجسد دور “أم الفوز”، وهي الداية في الضيعة “خرابة البيوت”، وهي شخصية جميلة ومركبة على حد تعبيرها، منوهة بأن النص جذبها وشكل عامل اغراء لها للعودة بعد غياب قضته في الغربة مع العائلة، متمنية أن يشكل العمل محطة خفيفة محببة للجمهور في رمضان القادم.
وفي الختام، اكد المنتج عاطف حوشان صاحب شركة “شاميانا” بأن انتاج العمل جاء طريفا في محاولة لزرع البسمة في رمضان، في مكان يحقق الاختلاف بعيدا عن أجواء المدينة، مشيدا بأجواء المحبة التي سادت بين الكادر أثناء التصوير، ومتمنيا أن تنعكس على الشاشة خلال العرض.
شاركنا النقاش