[sam_zone id=1]

خاص: “شاشات”|

بعد اقل من سنة من خروجه الى الحرية، كان زياد عيتاني يروي قصته مع الاعتقال بتهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي على الخشبة. لم يكفه اعلان براءته بشكل رسمي، اراد توثيق قصته من الفها الى يائها. القصة التي قام بكتابتها بشكل نهائي زميله خالد صبيح.

وهكذا بعد حوالى خمسة اشهر فقط من الإعداد، خرجت مسرحية “وما طلت كوليت” الى خشبة “مترو المدينة”. ابطالها عيتاني وفريقه المكون من اربعة ممثلين، هم عازفون اساسا، وهم من اصدقائه وابناء منطقته ايضا. عرضوا فصول التحقيقات بالقضية التي اثارت الرأي العام لشهور طويلة. التحقيقات التي انطلقت بمرافقة المقدمة الموسيقية الشهيرة لمسلسل “رأفت الهجان، للملحن عمار الشريعي، وذلك في استعادة لأجواء المخابرات وتقصي الحقائق.

لم يبدُ عيتاني وكأنه يقدم عملا فنيا فحسب، بل ان هذه المسرحية هي قضيته باختصار. اراد ايصال صوته، جمع فيها كل الادلة التي تتقاطع مع تلفيق تهمة العمالة له. كان يصرخ وينفعل في الاداء، اخبر جمهوره بأن زوجته تركته جراء ذلك، كما تخلى عنه “ابو طلال” صاحب الفرن الذي يعمل فيه، (في اشارة الى زميله المسرحي يحي جابر). نشر للاخير بوستا عبر “فايسبوك” يقول له فيه: “تفووووووه عليك يا عميل” ( تحت اسم “ابو طلال). ووجه في الختام رسالة مباشرة الى الجمهور.. قال انه لم يعد يثق بأحد، ولا بالاعلام.. بقي له فقط الجمهور الذي جاء يشاهد عرضه.

استعان عيتاني بشاشة كبيرة يعرض من خلالها كيف تعاطى الاعلام مع قضيته، عبر الفيديو من خلال مقتطفات من برامج مثل “للنشر” مع ريما كركي، ومع ضيوف مثل المحلل السياسي جوزف ابو فاضل، وكذلك صفحات من الاعلام المكتوب، مستوحاة من الاعلام الواقعي، ولكن عناوينها حملت اسم بطل المسرحية “فوزي نجم”. وهو الاسم الذي تخلى عنه عيتاني في المشهد الاخير ليعلن: “انا زياد عيتاني” في تبني مباشر للقضية المتناولة. وهو اشهار لم يضف شيئا على هوية البطل، التي كانت معروفة بطبيعة الحال.

من الناحية الفنية، قام المخرج هاشم عدنان بترطيب اجواء المسرحية، من خلال لمسات واضحة. اذ كانت المشاهد والحوارات مستندة الى الحركة على الخشبة، بعيدا عن “مونوتون” الاداء. واجواء الفكاهة والتعليقات الساخرة كانت حاضرة. كما كان اداء الممثلين الذين يخوضون التمثيل للمرة الاولى جيدا، وهم خالد صبيح، احمد الخطيب، زياد شكرون، وفراس عنداري (صاحب الصوت الملفت). وقد ادى كل منهم اكثر من دور مع توالي فصول المسرحية. واستعانوا في بعض اللقطات بالعزف على آلاتهم الموسيقية، مما اضاف لمسة فنية على مسار القضية المتناولة. كما ذُيل العمل بأغنية ختامية جماعية أداءً وعزفاً.

وما طلت كوليت

في هذا المقال

شاركنا النقاش