دمشق: آمنة ملحم|
جلسة حوارية مهنية، كان يتناقش فيها المخرج عارف الطويل والكاتب جورج عربجي في “لوكيشن” تصوير مسلسل “روزنا”، حول رؤية مشتركة لبعض المشاهد المنوي تصويرها، خلال زيارة “شاشات” لموقع التصوير، الذي انتقل منذ فترة إلى دمشق، بعد تصوير جزء من المشاهد في حلب.
ومن وحي هذه الجلسة، حدثنا الكاتب والمخرج أن العمل هو مشروع مشترك بينهما منذ ساعة كتابته الأولى، وهما على اطلاع بكل التفاصيل معا كورشة يسودها الحوار، للوصول الى المزج بين الورق وخبرة المخرج لنيل النتيجة المرجوة .
“روزنا” كتب نصه عربجي كتحية لمدينة حلب وفق حديثه ل”شاشات”، لما نالته من حصة كبيرة من الإرهاب والدمار، وذلك عبر مجموعة حكايات اجتماعية إنسانية، بعيدة عن أي صورة عسكرية مباشرة للحرب.
ولم يأت اسم “روزنا” من فراغ، حيث اختاره عربجي لما تحمله حكاية “سفينة الروزنا” من ملامح شهامة وكرم لأهل حلب وهم أعزاء القوم، فجاء العمل ليقول “ارحموا عزيز قوم ذل” .
جرعات ألم وأمل سيحملها العمل عبر مواقف إنسانية وقصص حقيقية عكستها عدسة المخرج عارف الطويل، على نحو يرى عربجي عمله فيها أجمل مما توقعه، مؤكدا أن للطويل نظرة إخراجية وإنسانية متميزة، زادت من القيمة الجمالية للعمل.
وتنطلق حكاية “روزنا”، وفق حديث المخرج الطويل، من قصة أسرة حلبية يعكس العمل حياتها ما قبل الحرب وخلالها، بما حملته من خراب نال التراث والثقافة والجمال الحلبي، ومن ثم انتقال تلك الأسرة للعيش في دمشق، حيث تتفرع الحكاية لتقدم نماذج اجتماعية واقتصادية وإنسانية من عدة مدن سورية.
وينوه الطويل بأن المشاهد التي صورت في حلب نسنبها حوالى ثلاثين بالمئة من العمل، ولكن الروح الحلبية ممتدة على كافة حلقات المسلسل، ولن يكون للحرب مكان فيه سوى كخلفية للأحداث، بينما يحمل العمل قصص حب وفساد وألم مع أمل اجتماعي، كما يسلط الضوء على المدّعين بحب الوطن، بالاضافة الى نفحات كوميدية تزرع البسمة ببعض المحطات.
وفي التفاصيل يتمحور العمل حول عائلة “وفا” ويمثل الاب فيها الفنان بسام كوسا، الذي يرى نفسه فاقدا لكل ما يملك في حلب عائدا لنقطة الصفر بعد تدمير منزله ومنشأته الصناعية، فيعمل في عدة مهن لتأمين رزقه في دمشق.
وتتألف عائلة “وفا” من زوجته (سلوى جميل)، وأبنائهم الثلاثة ديمة (ندين تحسين بك)، ورزان (هبة زهرة)، وباسم (رامي أحمر). وتحمل كل شخصية منهم خيطا تتفرع عنه حكايات للعمل. فالابن يتعرض لحادث تضطر العائلة على أثره القدوم إلى دمشق لمتابعة حالته الصحية، وديمة تعيش قصة حب مع أنور (ميلاد يوسف)، الذي يواجه عدة صدامات مع عائلتها، الا أنه يدافع عن حبه رغم كل المعوقات التي تحيط بهما.
أما العائلة الرئيسية الثانية في العمل فهي مؤلفة من الأب (توفيق اسكندر)، والأم فرح (جيانا عيد) وابنهما الوحيد جود (عامر العلي)، حيث ستظهر عيد بدور المحامية الصلبة الصارمة، التي تنعكس صلابتها سلبا على ابنها.
يضم العمل شخصيات كثيرة تصل إلى 135 شخصية، وغالبيتهم اختارهم المخرج من الشباب خريجي “المعهد العالي للفنون المسرحية”، ليؤدوا أدواراً رئيسية في العمل. ويعقد الطويل رهانا عليهم من خلال ما يقدموته في التصوير، لا سيما مع إيمانه الكبير بخريجي المعهد، وضرورة منحهم الفرص، للتأكيد على أن الحياة الفنية في سوريا تلد نجوما جددا يرفدونها على الدوام.
والعمل الذي قطع الشوط الأكبر منه في التصوير ليكون جاهزا لرمضان 2018، هو من انتاج “المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني”. ويضم مجموعة من الفنانين السوريين أيضا منهم: قاسم ملحو، أندريه سكاف، تولاي هارون، سمر عبد العزيز، روعة السعدي، رضوان سالم ، أمير برازي، فراس الحلبي، وبلال مارتيني .. وسواهم.
شاركنا النقاش