فاتن قبيسي|
لم يعد مفهوما لماذا تمضي محطة mtv في المجازفة عاما بعد عام ب”ديو المشاهير”. البرنامج الذي يشكل أداة جذب من حيث المبدأ، كان أفضل بكثير منذ سنوات، الا انه يتراجع تدريجيا، مع سوء اختيار معظم المشاهير المرشحين لخوض المنافسة. وذلك نتيجة تهميش الصوت لحساب الصورة.
لا نفهم كيف يتم اختيار ليلى عبد اللطيف على سبيل المثال، او نادي ابو شبكة او… ؟ من دون الاخذ بالاعتبار اثناء التحضير والفرز الاولي افتقارهما الى الحد الادنى من الصوت. وكأن كل عام يخبىء لنا البرنامج صدمة الاختيار. في العام الماضي فُجعنا بمشاركة أرزة شدياق، تماما كما يحصل اليوم مع ليلى عبد اللطيف. والاغرب من ذلك ان الاخيرة نالت امس ثلاثة yes من لجنة التحكيم على المجهود الذي بذلته!
ومهما يتم التحايل على البرنامج، باعتبار ان اهدافه انسانية بحتة، الا انه لا يمكن ان ننسى ان ركيزته الاساسية هي الغناء. الهدف الانساني يجب الا يضرب الذوق الفني. فمعظم الاصوات المشاركة تجرح آذاننا، تنفرنا، يدفعنا بعضها لتغيير المحطة بانتظار التالي، عله يكون افضل، نقول لانفسنا.. الا ان الطامة هي ان غالبية المشاركين اصواتهم مزعجة!
وفيما كتبنا مقالا في العام الماضي (بعنوان: “مصباح..”ديو المشاهير”) رشحنا فيه باكرا النائب السابق مصباح الاحدب والفنانة داليدا خليل للصمود حتى نهاية البرنامج، فاننا اليوم نرشح الافضل وهما الوليد عاصي الحلاني وفاليري ابو شقرا للصمود على امتداد حلقات البرنامج.
وليس في التوقع صعوبة، فالباقون اصواتهم “كارثية”. وهو تعبير استخدمه عضو لجنة التحكيم اسامة الرحباني واصفاً صوت نادي ابو شبكة. مضيفاً: “انك احدثت مع اللحن ضجيجاً موسيقياً!!
في “ديو المشاهير” الصوت ليس معيارا، وكل ما عداه هو المقياس: الملابس، الاطلالة، النكات، الحركات المسرحية، وخفة الظل… وبالتالي فان المشاهير المشاركين يتعرضون لانتقادات بعض المتابعين والناشطين عبر “السوشيل ميديا”، علما انهم ضحايا البرنامج، والمسؤولية تتحملها الادارة، وليس هم.
وصحيح ان عباس جعفر وليليان نمري على سبيل المثال يتمتعان بخفة ظل، الا ان ذلك يستدعي استثمار مواهبهما في برنامج آخر بعيدأ عن الغناء. واذا كان النائب الاحدب في العام الماضي يملك صوتا جميلا، فما معنى اختيار الوزير ملحم رياشي اليوم على سبيل المثال؟
إذاً، لا يكفي ان تكون الشخصيات المشاركة معروفة او مثيرة للجدل او محبوبة او ناجحة في نطاق عملها ليتم اشراكها في البرنامج، واعطائها فرصة الغناء امام الملايين.
“انا واقع بين 50 صوت، عبارة عن.. ولا شي” قال عضو لجنة التحكيم سيمون اسمر. وقد عبر بذلك عن آرائنا بالضبط كمشاهدين. فصاحب الباع الطويل في اكتشاف المواهب وجد نفسه فجأة في مكان يبحث فيه عن موهبة، كمن يبحث عن ابرة في كومة قش. وقد نستخسر احيانا كلام وشرح اعضاء لجنة التحكيم للمتبارين، الذين يلعبون في النهاية مجرد لعبة. ولكن الم يكن بالامكان ان تكون اللعبة على اساس اكثر استقطابا واقناعا؟
ويبدو لنا احيانا ان المحطة تسوّق لبعض وجوهها. والا فما معنى ان تختار الين برمانا (مذيعة الطقس في المحطة) وعباس جعفر (“بيت الكل”) ونادي ابو شبكة (“منا وجر”) للمشاركة في البرنامج؟ وفي حين توقع الكثيرون خروج ابو شبكة من المنافسة (في الحلقة الاخيرة التي احيتها الفنانة كارول سماحة)، الا ان المضحك كان خروح الفنان سعد حمدان، وهو الافضل من معظم المشاركين. بل انه كان ( الى جانب قلة قليلة ) بمثابة ورقة التوت التي كانت تغطي نشاز غالبية الاصوات!
انه دليل اضافي على حسابات معينة تعتمدها المحطة في إخراج مرشحين واستبقاء آخرين. فلا قيمة هنا بتاتا للصوت، وكذلك للتصويت. ويحق لنا ان نسأل عن لعبة التصويت. ماذا عن الارقام؟ فاذا كانت آلية التصويت واعلان النتائج تفتقر الى الشفافية، فهذه مصيبة. اما اذا كان الجمهور “عاوز كده”، فالمصيبة اكبر!
” ديو المشاهير” برنامج تنفق عليه mtv الكثير. ماديا ومعنويا. تقدم لوحات استعراضية مبهرة، وملابس فاخرة، واستديو لافت وديكور ضخم. وتجيد التسويق لبرنامجها، وكذلك لمرشحيها.. ولكن كل ذلك المزايا تكاد تضيع هباء بسبب سوء اختيار الاصوات.. وهي الركيزة التي يقوم عليها برنامج غنائي، شئنا ام ابينا!
(“ديو المشاهير” يعرض في الثامنة والنصف مساء الاحد على “mtv “).
شاركنا النقاش