[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

استهل نيشان امس حلقة “انا هيك” في الموسم الجديد بالقول ان ضيفاته مستعدات لفعل اي شيء من اجل الوصول الى الشهرة، ومهما كان الثمن.  يبدو ان هذه العبارة تنطبق على مقدم البرامج ايضا، مع فارق انه حقق الشهرة سابقا، ولكنه يفعل اي شيء اليوم لحصد المزيد من “الرايتينغ”. ومهما كان الثمن!

لعبة “الرايتينغ” جعلت بعض المحطات اللبنانية تستخدم كل الاسلحة، بما فيها الاسلحة المحرمة، بغية حصد النسب الاعلى للمشاهدة. وعليه فان نيشان كان بدأ برنامجه على محطة “الجديد” في الموسم الماضي بحلقة استضاف فيها ال”ستريبر” إيلي الزير، ليستهله في الموسم الجديد امس في حلقة جمعت ثلاث ضيفات (انجي خوري، ريما ديب ورملاء نكد)، تحت مسمى influencers.

انه مسمى فضفاض، باعتبار ان اي شخص لديه نسبة عالية من المتابعين على “السوشيل ميديا” اصبحوا يعتبرونه من “المؤثرين”، حتى لو كان ما يعرض عبر حساباته لا يتعدى التعري، والابتذال والايحاءات الجنسية…

احدى ضيفات “انا هيك” امس تخطت الرقم القياسي في مجال تصوير الفيديوهات الجنسية الفاضحة، كما شنت معركة من العيار الثقيل مع مغنية، اسقطت فيها كل المحرمات والضوابط الاخلاقية، وقد استدعيت نتيجتها مؤخرا الى مخفر حبيش. ومع ذلك، خصص لها البرنامج وقتا ليس بقصير، اضاء على مسارها الفضائحي من جهة، وعلى طفولتها المعذبة من جهة اخرى. المسار الانساني تتفاعل معه بلا شك، وربما تتعاطف، ولكنه مع ذلك يذكرنا بالافلام المصرية القديمة التي تبرر فيها بنات الليل دائما، او الراقصات، لجوءهن الى هذا الطريق اما بسبب طفولة معذبة او الحاجة المادية!

هذه “الاسطوانة” ان صح ما فيها، فاننا نتوقع لجوء نصف ابناء البلد الى طريق غير محمود، ذلك ان كثر هم من يعانون، وفي كافة المجالات.

غير ان ليس الابتذال هو ما رشح من كلام ورد في الحلقة فحسب، بل ان السمة المشتركة التي جمعت ما سمي “بافرازات السوشيل ميديا” هي السطحية المفرطة. فاحدى الضيفات تقول: “اذا راح الانستغرام يعني انا تدمرت”! والثانية (تدعي بأنها شاعرة) تسأل نيشان عندما يطرح امامها اسم “سيبويه” أو “الخنساء”، ماذا تعني الكلمة، على الاقل كنا نتوقع منها ان تسأل من هو او هي هذه الشخصية؟ اما الثالثة فتقول “بأن المرأة هي سبب التعنيف الزوجي، والرجل يتعرض لضغط، وعليها ان تتحمل!”

الا نلوم انفسنا عندما نقدم منابر اعلامية لمثل هذه النماذج؟ هكذا اصبحنا نملأ الهواء التلفزيوني، بشكل ليس معدوما من الفائدة (او الترفيه احيانا) فحسب، بل بما ينشر الاسفاف والخواء!

ولعل مقدم البرنامج مارس اساليب دفاعية استباقية عدة لتبرير استضافة من سماهم ب”المؤثرات” (بغض النظر عن طبيعة هذا التأثير):
-التسمية التي استخدمها: “ثورة هوامش”.
-كان ينفض يديه من بعض الكلام الذي ادلت به ضيفاته، وينفي مسؤولية المحطة في آن.
– كان يستبق انتقاده بالقول: “هلق بقولوا لشو استضفتها”؟ وكأنه يدفع عنه شعورا بالخطأ، او يرد الاتهام سلفا عنه.
-اعتماد اسلوب حواري يعتمد السجال كي يبرىء ذمته المهنية.
ولكن، كل هذا لا يبرر ما وصل اليه اعلامنا، حيث اصبح للرداءة مبرراتها والمدافعون عنها، بحجة اللحاق بالعصرنة ومواكبة “السوشيل ميديا”!

واخيرا، اذا كانت الضيفات تفعلن اي شيء من اجل الوصول الى الشهرة حقاً، فبرنامج “انا هيك”، بكل بساطة، ساعدهن في اختصار المسافة لتحقيق هدفهن المرجو.!

 

في هذا المقال

شاركنا النقاش