[sam_zone id=1]

دمشق : آمنة ملحم|

قبيل انتهاء موسم الدراما الرمضاني، يمكن القول بأنه عام الدراما الاجتماعية بقوة. والدراما السورية تشع عندما تقدم أعمالا من هذا النمط، الذي طالما غزا الشاشات العربية بجدارة صناعه، من حيث تناول مظاهر الحياة السورية من قاعها مرورا بطبقتها المتوسطة وصولا الى طرح جريء لنماذج الطبقة المخملية، وطبقة أثرياء الحرب والصاعدين على أكتاف أزمات البلاد.

صحيح أن عدد الأعمال الاجتماعية المتوهجة هذا العام قليل، ويمكن اختصاره بثلاثة أعمال، إلا أنها كانت كافية للوقوف عندها، وهي كتالي:

  • “مع وقف التنفيذ” (تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج سيف سبيعي)، الذي برز بقوة الحكاية والحبكة المتينة للأحداث مع صورة تجذب المشاهد. يجرد العمل شخوصه من كل شيء ويعريهم لأقصى حد، فنراهم بين الماضي والحاضر وما تركته الازمات على نفسياتهم وشكل حيواتهم، بطرح متوازن ومتوهج بلا انقطاع.
  • مسلسل “كسر عضم” للكاتب علي معين الصالح بتجربته الأولى، والذي أعاد المخرجة رشا شربتجي لأعمال طالما برعت في إنجازها. فسلط الضوء بشراسة على اوجه الفساد في مناح مختلفة في الحياة، وهو الخط الأبرز في العمل والأكثر متانة في البناء، بينما تتراوح قوة الخطوط الأخرى. إلا أن العمل استطاع الاستحواذ على إعجاب الجمهور، وأثار جدلا كبيرا في خطوط تناولها بجرأة عالية.
  • “على قيد الحب” الذي شكل عودة للكاتب فادي قوشقجي بعد عدة سنوات من الانقطاع مع المخرج باسم السلكا. وتتفوق فيه الحوارات الاجتماعية التي تلامس المجتمع السوري خاصة والأسرة عموما، في عودة جميلة لأيام الدراما السورية الاجتماعية التي تعد بمثابة مرآة للعلاقات الاجتماعية ودور الأهل في حياة الأبناء، مع تسليط الضوء على نماذج مجتمعية متعددة، من خلال خطوط متسقة ورمزية عالية مسيجة بالحب، انطلاقا من البيت نحو الوطن ككل.

هذه الأعمال الثلاثة كانت كافية ايضاً لتطيح بسطوة دراما البيئة الشامية التي حلت كعقدة على الدراما السورية لسنوات عدة خلت، بكل ما تحمله من فنتازيا وحكايا متخيلة وعنتريات، وحتى سجالات بين صناعها حول من هو الأفضل في تصوير الشام. فقد تراجعت تلك السطوة هذا الموسم، وأعادت مسارات اهتمام الجمهور (لا سيما السوري) نحو الأعمال المعاصرة التي تلامس حياته وهمومه، وتعكس مرآة حاله.

ولكن رغم ذلك النجاح وحالة الرضا من الجمهور على عودة درامانا الاجتماعية، إلا أن ذلك ليس بالضرورة أن يسمى عودة لزمن قوة الدراما السورية إذا ما التفت المنتج السوري كثيرا لما قدم هذا الموسم، وشكل ذلك دافعا وحالة من الغيرة الإيجابية بما حمله من منافسة ما بين الأعمال المطروحة، والتي استطاعت عندما توفرت لها المقومات المطلوبة أن تستحوذ على اهتمام الرأي العام، وعلى انتباه الجمهور السوري والعربي.

نرشح لك:

“حوازيق”.. حلقات متفاوتة صعوداً وهبوطاً 

شكران مرتجى وفادي صبيح ثنائية لامعة في “مع وقف التنفيذ” 

الدراما السورية 2022.. تصدر “الراقصات”.. و”بنات ليل” جامعيات!

 

في هذا المقال

شاركنا النقاش