[sam_zone id=1]

دمشق: آمنة ملحم|

الكوميديا من أصعب أنواع الدراما، وليس سهلاً أن يمر عمل اجتماعي “لايت” يحمل نفسا كوميديا على الشاشة. وفي ظل ضعف الاعمال السورية الكوميدية عموماً في السنوات الأخيرة، استطاع صناع مسلسل “حوازيق” (من نوع السيت كوم بحلقات متصلة منفصلة) العبور  من خلال فقط تطعيمه بأبطال الكوميديا السورية، الذين طالما جذبوا الجمهور بكركترات متلونة برعوا في أدائها. وخارج هذا الاطار، فثمة ملاحظات عدة على العمل.

الحكاية (تأليف زياد ساري، وإخراج رشاد كوكش) تدور في فندق، يضطر أصحابه “أم مطيع” (سلمى المصري) وعائلتها لتأجير غرفة فيه بسبب ضائقة مالية، لنصطدم بطرح نمطي، ومعالجة خفيفة في ظل عدم ملامسة الواقع السوري في عدد من حلقات العمل، مع إيفيهات مضحكة قد تمر لمرة واحدة طيلة الحلقة، أو لا تمر.

الحلقات حل عليها ضيوف وفق التيمة العامة للعمل، الذي شهد مشاركة عدد من أهم الفنانين السوريين، كما انها تفاوتت على صعيد النص الذي قدم حكايات استطاع عدد من أبطالها تقديم اجتهادات شخصية، فأنعشوا الحلقات التي شاركوا فيها مرة، كالفنان أيمن رضا، والقديرة سامية الجزائري، أمل عرفة، وشكران مرتجى، وذلك لقدرتهم على  اللعب الجيد المدروس في حقل الكوميديا الذي طالما برعوا فيه. وبدا ذلك جليا، حيث اتخذ كل منهم كركتيرا كوميديا كان له وقع عند الجمهور، فنجحوا بما قدموه لتمتعهم بكاريزما الحضور.

اما الحلقات الأخرى فيتضاءل نجاحها مع الفكرة التي تقدمها كل حلقة، والتي حمل بعضها طروحات ضعيفة، كحلقة الفنان علي كريم وابنه المصاب برهاب كلمة “بحر أو ماء”. وقد طفل لا يتجاوز الخامسة عشر من العمر، ويبرر النص خوفه او رهابه من خلال محاولته السفر خارج البلاد بطريقة غير مشروعة مرتين، وتعرضه لحادثة في عرض البحر. فلم تحمل الحلقة أي نوع من الكوميديا في ظل ضعف الفكرة التي لا تستحق الإنجاز. والأمر ذاته ينطبق على عدد آخر من حلقات العمل .

وتحضر الفنانة سلمى المصري في العمل باتزانها المعروف، ولكن يترواح حضورها أيضا برفقة أخيها في العمل “أبو حازم” (وائل رمضان) صعودا وهبوطا، حسب حكاية الحلقة والضيف ومدى انسجامه مع الفريق ككل. بينما تظهر محاولات جادة في الاجتهاد في الأداء من قبل الشاب رونالدو خزوم “مطيع”. في حين لم تتلاءم طبيعة الشخصية التي تؤديها علا باشا “مطيعة” مع الشكل المبالغ فيه في الظهور، واعتماد طبقة صوتية رفيعة مع تكرار الأسلوب ذاته، مما دفع للملل من الشخصية. وتحضر زينة بارافي “مرام” الإبنة الصغرى في العائلة من دون تميز في الأداء عموما.

العمل إجمالا كان يحتاج لإختيار أكثر دقة للحكايات. فلو خضع النص للغربلة للتخلص من التكرار والنمطية، مع معالجة أكثر جدية لحبكات الحلقات ومحاورها، كان سيحقق قبولا أكبر، وربما كان سيشكل عملا يبقى في الذاكرة، كأعمال كوميدية سورية عدة حققت نجاحات كبيرة، وفق ذات النمط المطروح.

في هذا المقال

شاركنا النقاش