دمشق: آمنة ملحم|
لا يفضل الفنان أحمد الأحمد الإطلالة عبر الاعلام إلا في حالات قليلة. فهو من أصحاب مبدأ “دع عملك يتحدث عنك”.. ولكن ذلك لم يمنع من حفاوة استقبلنا بها الرجل في كواليس مسلسل “غفوة القلوب”، الذي يلعب فيه دور بطولة، في اطار تجربة جديدة كليا عما قدمه سابقا في الدراما.
وبين الجدية والطرافة التي أضفاها بخفة ظله وروح الدعابة على حواره مع “شاشات”، لفت الأحمد إلى أن تجربته الجديدة ستتجسد في المسلسل في دور “ابو ايهم”، وهو شرطي متقاعد، في الخمسين من عمره، ويعكس نموذج الرجل الشريف البسيط الذي يعيش في أجواء الزمن القديم، حيث كان المجتمع يتمسك بالأخلاق والقيم والمبادئ الذي تربى عليها. وتتناول الاحداث المواجهات التي تعترضه مع إبنه “ايهم” وعقلية الزمن الحاضر، فأيهما يكون مصرا على حقهما المشروع بالحصول مبلغ ثلاثين مليون ليرة سورية مقابل تسليم “سي دي” يعثر عليه الاب، ليكتشف لاحقا مع أسرته أنه إثبات على جريمة اقترفها شاب ثري.ا
ولا تكتف الحياة بصفع مبادئ “أبو أيهم” من ناحية واحدة، بل تأتيه مصاعبها تباعا حيث ستصادف ابنته “ألمى” حب حياتها من شاب “لقيط” مجهول النسب، ليعيش والدها صراعا جديدا ما بين رغباتها وعادات المجتمع وتقاليده، وكذلك سعيه لتعيش ابنته حياة مستقبلية كريمة، بعيدة عن العوز والفقر.
ولكن رغم كل ما تمر به العائلة، إلا أن الأحمد يؤكد بأن المُشاهد سيتابع علاقة جميلة ما بين الأب والأم قائمة على المحبة والبساطة والتفاهم، فهي صورة العائلة السورية الجميلة المغروسة في ذهن الجمهور.
الاحمد الذي يلعب شخصية رجل في سن الخمسين وأب لأبناء في عمر العشرين، وهو فارق عمري طبيعي وموجود بكثرة في المجتمع الشرقي برأيه، ينوه ردا على سؤال بأن الفنان عبر شخصيات يجسدها يطرح وجهة نظر معينة ويسعى لأن تحظى بتقبل الجمهور باستخدام ادواته الفنية الملائمة، متأملا بأن تحظى هذه الشخصية بالإقناع.
وبالتطرق الى الشكل الخارجي للشخصية وملامحها، يشير الأحمد إلى أنه سيظهر بالاتفاق مع المخرج رشاد كوكش بشكله الطبيعي على الشاشة مع لحية ستكون طويلة نوعا ما، من دون اللجوء لمكياج مخصص لاظهار علامات التقدم في السن، وذلك لتقارب عمره الحقيقي من عمر الشخصية، وهذا الأمر يبعث الراحة في نفسه.
من جانب آخر، أبدى الفنان الأحمد تفاؤله بأعمال “المؤسسة العامة للانتاج الاذاعي والتلفزيوني” منتجة العمل، ومشروعها الجديد “خبز الحياة” حيث تسعى دائما لتقديم مستوى فني عالٍ يحظى بقبول الفنان والجمهور على حد سواء، بعيدا عن أزمات التسويق.
والى جانب تجربته في “غفوة القلوب”، يكشف الأحمد بأن في حوزته حاليا عروضا لتجارب إخراجية في المسرح والسينما، كما أنه يقرأ نصوصا درامية عدة.
ويعتز الأحمد بطلابه وتجربته في معهد “فيوتشر ستار” الخاص، والذي ينقل عبره مع مجموعة من الفنانين خبراتهم التي اكتسبوها في “المعهد العالي للفنون المسرحية” لطلاب لم تسنح لهم الفرصة لدخول المعهد، مشيرا الى انه هؤلاء شاركوا مؤخرا في عدد من الأعمال الدرامية، بعد اختبارات خضعوا لها من قبل بعض شركات الانتاج.
شاركنا النقاش