دمشق: آمنة ملحم|
اختلافات عدة تحملها الدراما السورية هذا العام من نواح عدة. في السنوات الماضية كانت دراما الحرب أثقلت كاهل الجمهور، لغرق معظمها بنقل صور الدمار المادي والمعنوي المحيط بالمكان والشخوص من كل حدب وصوب، وملامح الموت واليتم ودموع الثكالى، الأمر الذي دفع كثر الى الابتعاد عن متابعتها، بذريعة انها باتت نسخة ثانية لنشرات الأخبار وإن كانت تنقل الواقع في كثير من مشاهدها. اما هذا العام، فلم يعلن حتى الساعة عن مسلسلات تتناول الحرب، وما أعلن عنه او تم تصويره حتى اليوم فإنه يبتعد عن دراما الحرب.
ونرى بعض صناع الدراما حريصين في تصريحاتهم على التأكيد بأن أعمالهم بعيدة عن الأزمة، وهذا يترجم من ناحية ثانية خشيتهم على عدم تسويق أعمالهم، الازمة الاكبر التي لحقت بالدراما السورية خلال عمر الحرب.
في المقابل، نشهد ارتفاعا في عدد المسلسلات المنتمية الى الدراما الشامية، والتي قد يتجاوز عددها هذا العام ستة اعمال. منها “باب الحارة- 10″، “سلاسل ذهب”، “الحرملك”، “شوارع دمشق القديمة”، “عطر الشام – 4″….
وتحمل تعريفات دراما هذا الموسم سمة دراما معاصرة “غفوة القلوب”، كوميديا سيت كوم خفيفة “حركات بنات”، دراما نسائية “اسمعوني”، دراما رومانسية “أثر الفراشة”، وهذه الاعمال على سبيل المثال لا الحصر. وهي الأنواع كانت افتقدتها درامانا في سنوات الحرب.
كما تشهد الساحة ولادة نبض جديد في الكتابة الدرامية، مع إعلان تصوير أعمال تعد التجربة الأولى لناسجيها، ومنهم “وصال حيد ” لمسلسل “اسمعوني”، وهديل اسماعيل ل”غفوة القلوب”، وأحمد علي ل “لو جارت الأيام”، عدا عن أسماء شابة يكثر عددها هذا العام في الاعمال الجديدة، لاسيما مع توجه الكثير منها نحو حكايات عن جيل الشباب سواء من الفتيات أو الشبان. ولعل ذلك يعود الى تبني “مؤسسة الانتاج الاذاعي والتلفزيوني” لمشاريع شبابية.
الى ذلك، سنكون هذا الموسم ايضا على موعد مع عودة عدد من الوجوه الفنية بعد غياب عن الساحة الفنية السورية، وبعضها كان غائبا عن التمثيل ككل، حيث استطاع مسلسل “سلاسل دهب” إعادة الفنانة مها المصري الى الدراما، وكذلك ابنتها ديمة بياعة التي تعود الى التصوير في سوريا بعد انقطاع. كما يعيد مسلسل “الحرملك” الممثل سامر المصري الى الدراما السورية، وكذلك الفنانة هبة نور. كذلك عادت الفنانة رباب كنعان مع مسلسل “أثر الفراشة” للمخرج زهير قنوع.
هي إذاً روح جديدة وعودة لأنماط درامية سورية ألفها الجمهور قبل سنوات الحرب.. ولكن هل ستعكس صورة الجمهور حقا؟ وهل ستجاري ما كانت تحصده الدراما السورية من ألق وبهجة؟.. هي فرصة لولادة جديدة بعد مخاض عسير طال أمده، ولكن جودة حصادك رهن الأيادي التي ترعى.
شاركنا النقاش