[sam_zone id=1]

القاهرة : دعاء حسن|

المخرج يسري نصرالله يبحث عن فرصة عمل كطباخ؟ نعم. صدق او لا تصدق. فاجأ نصر الله الجميع بتوجه كهذا، وهو الذي يملك ارشيفا قيما في السينما المصرية. ولكنه كشف في الوقت نفسه عن مواهبه في مجال الطهو ، معلنا بأن لديه “حوالى ٣٠٠ وصفة أكلات من كل أنواع المطابخ”!

ولكن كيف ذلك.. ولماذا؟

يبدو أن تدهور اوضاع السينما في مصر جعلت المخرج يسري نصر الله يعلق بشكل ساخر عبر صفحته الشخصية على “فايسبوك” قائلا: “لتعثر أوضاع الإنتاج السينمائي ولممارسات احتكارية يمارسها البعض، مخرج سينمائي لامع (خبرة ٣٠ سنة سينما و٥٠ سنة طبيخ)، يبحث عن عمل كطباخ”.

وهو المنشور الذي اثار جدلا واسعا وخاصة من قبل أصدقاء المخرج المصري، إذ انهالت التعليقات التي تسأله عن حقيقة ما كتبه. وسارعت الفنانة بشرى الى سؤاله عما إذا كان لديه مشاريع أم أنه في حالة بحث، ليجيب بان لديه “مشروعين سينمائيين، ومشروع مسلسل تلفزيوني، وحوالي ٣٠٠ وصفة أكلات من كل أنواع المطابخ”!

كما علقت الفنانة شيرين رضا، عبر حسابها على “توتير”، على ما كتبه نصر الله قائلة : “عار علينا كلنا لما الاستاذ يسرى نصر الله يكتب بوست زى ده!! عار على كل من احتكر المهنة ووصلنا لهذه المهزلة والمستوى!! أحنا آسفين يا أستاذ”.

ولم يكتفِ  نصر الله بالمنشور الساخر، بل برر ما كتبه عبر منشور مطول قرر أن يفتح من خلاله نقاشا بينه وبين أصدقائه، جاء فيه :” لم يكن غرضي من البوست الخاص ببحث “مخرج لامع” عن عمل كطباخ، إثارة الضحك ولا إثارة الشفقة واليأس في نفوس من قرأه”.

وأوضح :” نبرة الدعابة مقصودة بالطبع. ولكن الأهم منها – وهو ما بدأت به البوست- هو فتح مناقشة عن الأوضاع المتعثرة لصناعة أعشقها، وعن الأزمة التي بدأت تظهر معالمها بوضوح في بيع العديد من المحطات التلفزيونية والعودة إلى شكل شبيه بالإحتكار في مجال السينما والدراما، وما يتردد عن “النصائح” التي توجه لشركات الإنتاج ليقتصر المحتوى التي ستقدمه على الموضوعات “العائلية” والموضوعات التى لا تثير الجدل، والإبتعاد عن ما قد تصنفه الرقابة بأنه مخصص لمتفرج سنه فوق ال ١٨ سنة”.

وتابع :” أخطر ما يمكن أن يحدث للفنون عامة وللسينما والدراما بشكل خاص هو أن تتحول لإعلام موجه لأي سياسة (أيا كان رأيك في هذه السياسة)، ولا أريد أن أتحدث هنا عن ضرورة التنوع وكل ما يخص الفن كرفاهية ثقافية”.
وأشار : “يبدو لي أن الشق الإقتصادي هو المهدد الآن. كل الخبرات الإقتصادية السابقة هنا وفي كل مكان في العالم تعلمنا أن الإحتكار – سواء كان الإحتكار خاص أو عام – يؤدي إلى تفاقم الأزمة لا إلى حلها”.

وتابع قائلا :” لقد شهدت الدراما المصرية في السنوات الأخيرة نهضة حقيقية بأعمال مثل “ذات”، و”نيران صديقة”، و “السبع وصايا”، و”موجة حارة”، و”سجن النسا”، و”جراند هوتيل” و”أفراح القبة”، و”هذا المساء”، و”لا تطفئ الشمس”، و”واحة الغروب”، و”كلبش” وغيرها. هذه الأعمال التي تميزت بجرأتها وتنوعها كانت تبشر بإمكانية فتح أسواق غير تقليدية للدراما والسينما المصرية. (إحساسي إنه لو توفرت نسخ مترجمة من هذه المسلسلات لتواجدت إمكانية عرضها خارج السوق العربي التقليدي)”.

واختتم كلامه قائلا: “ما يتردد الآن من كلام عن الإتجاه نحو “تهذيب” الدراما والأفلام، وعن تركز تمويلها وتوزيعها على عدد من الجهات والمحطات التابعة للدولة، يهدد بإفقاد فنون السينما والتلفزيون حيويتها وقدرتها على المنافسة حتى في الأسواق العربية والمحلية”.

ومن المعروف أن يسري نصر الله يعتبر من تلاميذ المخرج الراحل يوسف شاهين، حيث عمل مساعد مخرج مع شاهين في عدد من الأفلام. ثم قام بإخراج عدد من الأفلام منها “مرسيدس”، و “المدينة”، و”باب الشمس”، و”جنينة الأسماك”. بالإضافة إلى فيلم “بعد الموقعة” الذي شارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان “كان” السينمائي.

والطريف أن نصر الله قام مؤخرا بإخراج فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن”، والذي تناول حياة مجموعة من الطباخين!

yesry

في هذا المقال

شاركنا النقاش