فاتن قبيسي|
لم يشأ اعضاء فريق عمل مسلسل “وعيت” ان يتحدثوا عن عملهم البكر. ارادوا ان يتحدث عملهم عنهم. لذا لم يلقوا كلمات ولم يبالغوا في الشرح. وهذا ما كان. فقد عرضوا الحلقتين الاولى والثانية من العمل امام الصحافيين في مجمع ABC في فردان، ليستخلص الحضور بنفسه ماهية العمل ومستواه.
بوضوح يشعر المشاهد بأن مسلسل “وعيت” يكسر ثغرة في جدار المسلسلات اللبنانية. يتمايز عنها. اخراجه اكثر احترافية، ايقاعه اكثر سرعة، مشاهده مشغولة باتقان، وثمة رؤية اخراجية اجمالية تكسر المألوف، وتبشر بالخير على مستوى الدراما في لبنان.
اراد المخرج مازن فياض ان يحمل عمله بصمة خاصة، وهو الذي درس الاخراج في نيويوك، وقرر التفرغ للمهنة في العام 2009، بعدما عمل في مجال الاعلان بين العامين 1997 و2008 في لبنان وفي عدد من الدول العربية والاجنبية.
كتب القصة ناديا طبارة، وميرنا منير، وياسمين محيو، وراني نصر. وتتمحور حول الفتاة دانا نصر، التي تستيقظ من غيبوبة دامت 12 عاما. تكافح جسديا وعاطفيا لتنتقل الى عالم مختلف تماما. فالتكنولوجيا تطورت وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي. وعليها مواكبتها. والداها منفصلان، واختاها كبرتا. في هذه الفترة ترى نسخة وهمية عن نفسها، تارة تساعدها، وطورا تعرقل دربها. وبينما تحاول ان تبني لنفسها حياة طبيعية من ناحية الاصدقاء، والحب والعمل، تهدد اسرار عائلية بتدمير كل ما بنته لنفسها. والعمل من انتاج محمد فتح الله ومازن فياض، تحت لواء شركة MOMAZ FLICK.
اختار فياض الممثلين بعناية، وهم الى جانب البطلة فلافيا بشارة، كل من: جوزف بونصار، وريموند بو عازار، ومحمد عقيل، وكميل سلامة، وطارق يعقوب، وليزا دبس وربى زعرور، الى جانب ستيفاني عطالله، التي تميز اداؤها بشكل لافت.
المسلسل من نوع العائلي الدرامي، يتألف من 15 حلقة، وتم تنفيذه بتأنٍ بميزانية كبيرة، فقد استغرق تصوير الحلقة الواحدة ستة ايام، ويقوم على جانب تقني لافت، لاسيما في بعض اللقطات في الحلقة الاولى، كمشهد المسار التدريجي لشفاء دانا المتداخل ضمن المرايا، كما يسلط الضوء على بيروت بشوارعها واحيائها، حيث جرى تصوير جل المشاهد. وصحيح اننا بانتظار مشاهدة بقية الحلقات، الا ان الرسالة تقرأ من عنوانها. او على الاقل هذا ما نأمله، حفاظا على مستوى العمل ككل.
ولكن متى سيعرض المسلسل؟ يقول المخرج فياض ل”شاشات” ان العمل لن ينتظر السباق الرمضاني، سيما وان عدد حلقاته لا يتعدى ال15 حلقة، بل سيعرض قريبا جدا، فيما يجري التفاوض اليوم مع اكثر من فضائية لبنانية، لافتا الى انه يجري العمل على انتاج جزء ثان.
ويبدي فياض حماسة كبيرة ازاء العمل، الذي يؤكد انه مستوحى من تجارب واقعية، ولكنه في الوقت نفسه لا يعتبره انجازا، بل “تحصيل حاصل” يجب ان يبنى عليه لتطوير المستوى اكثر. ويضيف: “اذا نجح العمل، نكون قد حققنا خطوة نوعية في مجال الدراما في لبنان، ويفتح ذلك الباب امام الجميع”.
وردا على السؤال حول طريقة تصويره السينمائية، يقول انه ليس هناك قرارا مسبقا في هذا المجال، بل جاء اسلوبه نتاج طبيعة القصة، “فانا اتابعها وهي التي تملي علي كيف اصور مشاهدها. فالشخصيات والاحداث هي التي توحي لي باسلوب عملي”. يقول.
وعن اختيار الممثيلن، يشير فياض الى ان فلافيا بشارة لفتت نظره منذ شاركت طفلة في فيلم “طيارة من ورق” في العام 2005، وعندما حان الوقت المناسب استعان بها. مشيدا بطاقات الممثلين المغمورين الذين شاركوا في الفيلم، مؤكدا ان في لبنان طاقات كبيرة، ولكنها غير مستغلة كما يجب.
شاركنا النقاش