سامر معوض|
كيف يمكن لبعض الإعلام في الوقت الحاضر أن يغفل الخبر وقيمته الفنية، ليركّز على القشور الى الحد الذي لم يعد يحتمل؟
هذا ما حصل تماماً في تعاطي بعض المواقع الاخبارية الفنية مع حفل أحياه الفنان ناصيف زيتون أمس الأول في إطار مهرجان قلعة دمشق.
قدم ناصيف حفلاً ناجحاً بعد غياب سنتين عن الشام بسبب جائحة كورونا، بحضور حشد تفاعل معه بشكل كبير، وكان الفنان السوري حذراً جداً هذه المرة في التعاطي مع معجبيه حيث سمح للجميع بالتصوير معه، وايضاً في التعاطي مع الصحافة، بعد أخطاء سابقة له مع مندوبي الوسائل الاعلامية، حيث عمد ناصيف هذه المرة الى تصحيحها.
ولكن المفارقة هي ان يضع بعض الإعلام كل هذا جانباً ليركز على البدلة التي كان يرتديها الفنان الشاب. إنها بدلة بلا أكمام طويلة، ما هذا الخبر “الدسم” الذي يمكن البناء عليه لأيام، لحصد اكبر قدر ممكن من القراءات!! إذ شبهته بعض المقالات والتعليقات الصحافية تارة بشخصية الفنان حسن دكاك بمسلسل “مرايا”، وتارة أخرى بـ “ابو عنتر” (ناجي جبر)، وذلك من خلال نشر صورة ناصيف مقابل كل شخصية من الشخصيتين، علما ان استحضار هذين الفنانين الراحلين يجب الا يكون الا في موقع تقدير. فيما شبّه البعض الآخر زيتون بالفنان المصري محمد هنيدي في أحد أدواره.
والطامة الكبرى هي اعتماد بعض المقالات على عناوين تركز على البدلة وليس على الحفل بحد ذاته، مستخديمن عبارات من مثل ” بدلة تثير السخرية”، وتثير “تنمر الجمهور والمتابعين على السوشيل ميديا”، كتهمة الصقت بالجمهور غالباً، وكل ذلك من باب الإرتكاز فقط على حجة تدعم عناوينهم ومضمون مقالتهم.
الواضح ان الفنان ناصيف زيتون يحاول التجديد في اللباس، شأنه شأن كثر غيره من الفنانين الشباب، بالابتعاد عن النمط الكلاسيكي واعتماد تصاميم جديدة . ويمكن لـ”الستايل” الذي يعتمده ان ينال الإعجاب أو لا، ولكن الأهم هو الا يغدو محور مادة إعلامية سطحية، تحل مكان اخرى تشيد بناصيف عندما يصيب، وتنتقده عندما يخطىء على المستوى الفني.
شاركنا النقاش