فاتن قبيسي|
يبدو ان الفنانة مايا حبيقة تعد للمئة قبل اصدار اي اغنية. فكأنها غير مستعجلة لحرق المراحل، وان كانت تحلم بالنجاح والشهرة بطبيعة الحال.
خطوة خطوة تسير مايا، عبر اصدار اغان منفردة على جرعات. تأخذ وقتها، تستريح بين نوبات الوجد التي تصيبها في كل مرة ينسكب فيها صوتها على كلام ولحن جديدين.
“لو تكتبلي بيوت” اغنية نشرتها مؤخرا في اطار “كليب”على قناتها الخاصة على “يوتيوب”. تدلل هذه الاغنية على اي نوع من الاصوات تنتمي اليه هذه الفنانة. وهي ابنة عائلة فنية، حيث ان عمها هو الموسيقي الراحل رفيق حبيقة. صوتها انسيابي، عذب ودافىء، قد يصح القول ان صوتها ينتمي الى المدرسة الفيروزية.. تغني بعمق واحساس ينثر رذاذه كالعطر. وهي تركن في ذلك الى كلام مدروس ولحن “ذكي” يحسنان استثمار ميزتها الصوتية، يحملان توقيع شقيقها جاد حبيقة.
وانطلاقا من هذه العناصر، جاء “كليب” الاغنية متواطئا مع روحها. عنوانه التبسيط والرومانسية في اطار غير متكلف البتة. وهو من إخراج سيريل نعمة، وقد قام “التلفزيون العربي” بإنتاجه حصرياً ليعرض على شاشته. علما ان اغنية “لو تكتبلي بيوت” إختارها ايضا “التلفزيون العربي” كواحدة من أفضل خمس إصدارات لمغنين مستقلين في العالم العربي. وقد سبقها اغنية “عبواب حبيبي” الذي صُور كليبها في الولايات المتحدة الاميركية.
وعليه، فان الفنانة الشابة ليست وحدها في الميدان. فلديها من يؤازرها ويشاركها ذلك الشغف للموسيقى. جاد حبيقة هو نصفها الفني الآخر، فقد حلما معا باغنيات، وولداها معا.. وأدّيا اغنيات سويا عبر مسارح عدة في اطار حفلات احياها في عدد من البلدان. وكانت الحصيلة إصدار ألبوم في العام 2013 من إنتاجهما الخاص، بعنوان “ورد”، كلمات وألحان جاد. وقد تم تسجيل اغنيات الالبوم الثمانية في استوديو الفنان والموسيقي زياد الرحباني.
مايا وجاد.. مغنية وملحن، فنانان مستقلان، يحترمان الكلمة والموسيقى. انهما “حبق” الفن الرصين. يذكّرانا احيانا بالفنانة الملتزمة جوليا وشقيقها الموسيقي زياد بطرس. ومن المأمول ان يحقق الاخوان حبيقة نجاحا كالذي وصلا اليه الاخوان بطرس.
لا اعلم لماذا لا يعرف كثر بالفنانة حبيقة ( وانا كنت من بينهم). قد يكون تقصيرا من هؤلاء، ولكن في الوقت ذاته، هي لا تتقن ربما تسويق نفسها كغيرها من معظم فنانات اليوم. هي لا تحترف الفن بالمعنى “المادي” الشائع، كونها تعتاش من مهنة ادارية، ولكنها تشتغله بحرفة. وهي التي تقوم حاليا بتسجيل أغاني ألبومها الجديد في الولايات المتحدة الاميركية، على ان يصدر في العام الجديد.
.. بتريث، ودأب وتعمق تنحت الفنانة اللبنانية مايا حبيقة طريقها الفني. لعلها ارادت من خلال “النحت” ان تبقى آثار بصماتها عليه طويلا.
شاركنا النقاش