فاتن قبيسي|
“صار الوقت” ليس نهاية المطاف، بل هو بداية مسار طَموح”.
هذا ما قاله الاعلامي مرسال غانم في حديث ل”شاشات”، تناول برنامج “صار الوقت” على محطة MTV. ويشرح فكرته بالقول: نتطلع الى تطوير نمط المناظرة، وتحديدا عشية اي انتخابات، بلدية او نيابية، او رئاسية، بحيث نضع المرشح في مواجهة المرشح، والمسؤول في مواجهة المسؤول…
ويضيف: كنت سأخضع لتدريب في لاس فيغاس في هذا المجال، اذ كنت مدعوا لحضور المناظرة بين المرشحين وقتها للرئاسة هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.. فتعذر عليّ الامر لظروف معينة، لكن التنسيق مع المعنيين هناك بقي متواصلا بعد دخولي محطة “ام تي في”.
وحول طريقة اختيار الشباب المشاركين في البرنامج، يوضح غانم بأن الاختيار يخضع لالية معينة. فهم من الجامعات والاحزاب والمجتمع المدني. والذين يشتركون في “المناظرة الحية” في القسم الاخير من البرنامج، يخضعون للتدريب على آليات الحوار بالتنسيق بين “ام تي في” و”المعهد الديموقراطي الوطني”. وقد تم حتى اليوم تدريب 200 شابا وشابة. وحتى فريق اعداد البرنامج خضع لتدريب مماثل ايضا ليصبح بمقدوره تدريب شباب جدد. والهدف من ذلك هو ان يتعلم اللبناني كبف يستمع للآخر ويحترم الحوار. مع الاشارة الى ان الطالب يحصل بعد ذلك على شهادة من المعهد، تساعده في خياراته المستقبلية. لذأ، فان هناك ضغطا كبيرا من قبل الشباب بشأن طلب المشاركة في البرنامج.
وعن تعليقه على الرأي القائل بتأخر انطلاقة الحوار السياسي في انتظار الانتهاء من الفقرات الاخرى يقول: شكلت هذه النقطة مادة للنقاش لثلاثة اشهر. لأنه كان يهمني اشراك الناس في الحوار وتقديم مادة تكسر المألوف. فقررنا نقل نبض الناس والجمهور قبل “تقليع” الحلقة. فتطرح في هذه الفقرة اسئلة محورية، هي بمثابة خارطة طريق للحلقة، ونقاط للاضاءة على الحلقة ومحاورها.
ويتابع: ونحن قصدنا ان نسير بالحلقة بشكل تصاعدي، ونخلق عنصر الانتظار لدى المتابع. في كل لحظة هناك فقرة جديدة، اردنا من خلال ذلك ضمان المتابعة على امتداد الحلقة. وكان ثمة اقتراحات من داخل فريق العمل ان تبدأ الحلقة بالمناظرة الختامية بين الشباب، لكنني فضلت ان اختتم بها، لتبنى على اساس ابرز ما ورد في الحلقة.
ويستدرك بقوله: صحيح انه في الحلقات الاولى لم تكن المناظرة مترتبطة مباشرة بمضمون الحلقات، ولكن كان يهمنا اثارة مواضيع ساخنة، هي محور جدل في البلد، مثل: العلاقة مع سوريا، النازحون السوريون، وانتاجية الحكومة…
وردا على انطباع البعض بأن فقرة الاعلامي جورج غانم في غير مكانها، خصوصا وانها تؤخر اطلالة الضيف الرئيسي، يجيب: ليس صحيحا. جورج غانم يقول الامور كما هي مباشرة، ولا يستفيض بلا طائل.علينا ان نعوّد الناس ان تستمع الى الفكر السياسي والتاريخ السياسي، والجيوبوليتك، في وقت تقوم فيه الحوارات السياسية احيانا على التفاهات. انا شخصيا لم اكن اعلم تاريخ العلاقة بين حزب “القوات” و”المردة” على سبيل المثال، كما عرضها لنا جورج. وهذا مهم. الا نحتمل حوارا جديا لدقائق عدة، هي مدة فقرة جورج؟ انا لا اريد تسطيح البرنامج، وتقديم مادة ضعيفة او سخيفة، بل عليّ ان اقدم للمشاهد ما يضمن استمرارية المشاهدة، قبل الضيف الرئيسي وبعده. وهو ما درسناه جيدا، سيما وانه برنامج سياسي وليس ترفيهيا..
ويشدد غانم ايضا على اهمية كل فقرة من فقرات البرنامج، مداخلات، ومادة جدية، ومادة رسمية، ومناظرة… وحتى مشروع القانون الذي طرحه الوزير السابق زياد بارود في اولى حلقاتنا، اصبح اليوم اقتراح قانون. وسنواصل تقديم مشاريع قوانيىن مرة شهريا، بالتعاون مع المجموعة القانونية التي يرأسها بارود.
وعن غياب الجرأة في الحلقات الاولى التي استضاف فيها مسؤولين من الصف الاول، وخصوصا الرئيس سعد الحريري، عل خلاف جرأته في حلقات اخرى، يقول غانم ان الرئيس سعد الحريري كان مصرا على نشر جو ايجابي في البلد، في ظل تخوف من توقعات بانهيار الوضع الاقتصادي. وكان يهمنا جدا ان يتفاعل الحريري مع الجمهور اكثر من محاسبته تبعا للظروف السائدة، وترسيخا لفتح باب النقاش بين السياسي والشباب. اما في حلقة النائب سليمان فرنجية مثلا، فقد سألته كل ما يجب طرحه، ولم يكن لديه اي مشكلة في تقبلها والاجابة عليها. اذاً، الموضوع يتعلق بالجو السياسي العام، ومدة تفاعل الضيف وامور اخرى. وانا بالعادة لا افتح ملفات لمجرد ان افتحها، سيما وان هناك قرارات قضائية تمنع الحصول على ملفات معينة، بالرغم من حقنا بالحصول على المعلومات. وبالنهاية، فان مدة برنامجنا ساعة وربع، علينا ان نطرح فيها مواضيع سياسية واقتصادية، وان نقدم المعلومة ونعرض مواقف، وان نترك مساحة للشباب.. لذا علنيا الا نحمل برنامج “التوك شو” السياسي اكثر مما يحتمل!
وحول سبب غياب الشق الاجتماعي عن “صار الوقت” بعد التعريف عنه سابقا بأنه برنامج سياسي- اجتماعي، يرد غانم بالقول: اكيد. سنبدأ بالشق الاجتماعي قريبا. نحن دخلنا في البرنامج بين حكومتين. مع من ستطرحين القضايا؟ اذا طرحنا موضوع القروض الاسكانية على سبيل المثال او ازمة الكهرباء، لمن سنحمل المسؤولية؟ وزير سابق يصرف الاعمال وآخر لم يأت بعد . وفي كل الاحوال، لا يمكننا تناول حالات الفقر في لبنان على سبيل المثال في “صار الوقت”، كيلا نسلب برامج اخرى اختصاصها. كما ان لدينا فقرات ثابتة، علينا الالتزام بها.
شاركنا النقاش