ماهر منصور|
يؤدي الفنان قيس الشيخ نجيب شخصية “يوسف” في مسلسل “مسافة أمان” (تأليف إيمان السعيد ، إخراج الليث حجو) كما لو أنها كتبت له خصيصاً، ولا يمكن التفكير بأحد سواه من الممكن أن يؤدي هذه الشخصية، ذلك لأن قيساً لا يمثل الدور كما كتب على الورق، وإنما يكون في كل مرة يوسفاً.. يتّحد معه، حتى يذوب الفارق بينهما.
يبدو قيس الشيخ نجيب كما لو أنه اكتشف في ظاهر شخصية “يوسف” أو في عمقها ما يخصه، وما يجعل روحه تفيض بروح الشخصية. وبالتالي لا يمكن الحديث عن أساليب فنية بالمعنى الأكاديمي، يتبعها الفنان الشاب في تجسيد شخصيته في “مسافة أمان”، بقدر ما يمكن الحديث عن أداء تمثيلي ينبع من الإيمان بشخصية “يوسف”، و”الإيمان” هو أحد الأساليب الحياتية التي يعتمدها الممثل في تجسيد شخصيته التمثيلية.
وإلى جانب ذلك، يخلص قيس الشيخ نجيب لشخصية “يوسف” فيعطيها ما تستحقه إلى آخر مدى، فنجد على سبيل المثال ألفة بعلاقته مع كاميرا التصوير كما لو أنه اعتاد عليها واعتادت عليه، خلافاً لعلاقته مع ريشة الرسم التي بدت علاقته معها أقل حرارة، ربما لأن يوسف بالأصل يطرح نفسه كفنان- فوتوغراف…أكثر من كونه فناناً تشكيلياَ.
يبث قيس في شخصية “يوسف” إحساساً صادقاً وحاراً، لا انفعالات في غير محلها، ولا استجابات عاطفية بلا صدى في ملامحه وحواراته، كل شيء يبدو طبيعياً كما لو أنه هارب بيوسف من الحياة ليضعه أمام الكاميرا.
بلا ضجيج، صنع قيس الشيخ نجيب حضوره التمثيلي، معارفه ومهارات الأداء أمام الكاميرا اختمرت عنده على مهل، الأمر الذي يجعلها تبدو في “مسافة أمان” بطعم ما يعد على النار الهادئة.
شاركنا النقاش