طهران: محمد أبو الجدايل|
تُثري باقة متنوعة وفريدة من الأفلام العالمية الشاشة الذهبية ل”مهرجان فجر السينمائي الدولي” في دورته السادسة والثلاثين هذا العام. وها هي قاعات مجمع “تشارسو” السينمائي في قلب العاصمة طهران تحضّر دور عرضها لتقدّم للحضور أفضل الأفلام على المستوى الفني الحرفي بلا منازع، تحاكي لقطاتها أوجاع البشر في كل أنحاء الأرض. على ان يفتتح المهرجان اعماله هذا العام بفيلم “ما وراء الغيوم” Beyond The Clouds، أحدث أعمال المخرج الايراني البارز مجيد مجيدي في 19 الجاري، ويستمر المهرجان لغاية 27 منه.
اما أهم الأفلام المشاركة فهي:
– فيلم “القمح” Buğday:
يتنافس “القمح” للمخرج التركي البارز سميح قابلان أوغلو مع بقية الأفلام المشاركة في قسم المسابقة الدولية في المهرجان، بحضور المخرج التركي الشهير، الذي سيعقد ورشة عمل تعليمية.
الفيلم من إخراج التركيين سميح قابلان أوغلو، ونادر أوبرلي، وهو فيلم خيال علمي باللغة الإنكليزية يتناول العلاقة بين الإنسان والطبيعة والتكنولوجيا، وينتقد الرأسمالية والعبودية المعاصرة، وتراجع القيم الإنسانية في العالم.
– فيلم “آغا”(Aga):
بعد عرض فيلم “آغا” للمخرج ميلكو لازاروف في مهرجان برلين السينمائي العام 2018، تستقبل دور العرض الايرانية هذا الفيلم الذي شاركت في إنتاجه كل من بلغاريا وألمانيا وفرنسا، في قسم “المسابقة الدولية” (سينما السعادة) التنافسي خلال المهرجان. وسيتوجه كل من مخرج الفيلم ميلكو لازاروف والمنتج فيسيلكا كيرياكوفا إلى إيران، وسيقام حفل افتتاح الفيلم بحضورهما قبل برنامج العرض في صالة “تشارسو” السينمائية.
– قاتل القيصر”Tzar Killer”:
كما يستضيف مهرجان “فجر” المخرج الروسي البارز کارين شاخنازاروف أحد أشهر المخرجين المحبوبين في السينما الروسية. يبلغ من العمر 66 عاما، وسيتم عرض أحد أبرز أفلامه “قاتل القيصرTzar Killer” من إنتاج العام 1991 في قسم الكلاسيكيات المُرمّمة.
– “الرحلة”:
كما يشارك المخرج العراقي محمد الدراجي بفيلمه “الرحلة” في قسم “ملامح الشرق”. تم إنتاجه العام 2017 بين العراق وبريطانيا وفرنسا وهولندا، والجانب العراقي تمثله شبكة الإعلام العراقية الرسمية. وسيتنافس في المهرجان على جائزة أفضل فيلم آسيوي، ومن المقرر ان يحضر المهرجان مخرجه إلى جانب اثنين من الممثلين الرئيسيين في الفيلم.
– فيلما “القنطور” و”حادث ليلي”:
المهرجان سيعرض ايضا فيلمين رائعين من سينما قرغيزستان هما “حادث ليلي” و”القنطور”. وسيتنافس “حادث ليلي” إنتاج العام 2017، وإخراج تميربك بيرنازاروف مع بقية الأفلام في المسابقة الدولية.
– 12 فيلما أجنبيا في “ملامح الشرق”:
ويستقبل مهرجان هذا العام في قسم الأفلام القصيرة غير التنافسي “ملامح الشرق” (بانوراما على أفلام البلدان الآسيوية والإسلامية)، 12 فيلماً أجنبياً من الصين وسنغافورة ولبنان واليابان وتركيا، كازاخستان، جورجيا، الكويت، العراق، الهند والفلبين وغيرها.. بالإضافة إلى الأفلام الإيرانية.
ومن أهم الأفلام المشاركة في هذا القسم: “ليلة هادئة” من إنتاج الصين وفرنسا، ويصور هذا الفيلم الجهود التي تبذلها أم للعثور على ابنتها الضائعة في ليلة هادئة في مدينة صينية لا اسم لها. الفيلم من إخراج تشيو يانغ، وهو طالب دراسات عليا في الجامعة الأسترالية للفنون. حصل عن فيلمه “ليلة هادئة” على جائزة النخلة الذهبية في الدورة السبعين ل”مهرجان كان السينمائي”، ليكون بذلك أول مخرج صيني يحصد هذه الجائزة في مهرجان “كان”.
وسيعرض المهرجان الفيلم القصير “كل ما أريده” لخريجة الإعلام من جامعة دلهي فينيكا ميترا، وهي صانعة أفلام شابة. فيلمها أنتجته الهند، ويتحدث عن قصة طفل متسوّل لا يتعدى سنّه الـ 8 سنوات يجوب الشوارع طوال اليوم، من أجل شراء حبة من المانغا.
أما فيلم “الضحية” التركي فيتحدث عن فتاة صغيرة ترغمها عائلتها على الزواج لتقرر بعدها الفرار إلى الغابة في ليلة شتوية باردة. الفيلم من إخراج مظفر مِهمِت تشالار، خريج أكاديمية نيويورك للأفلام السينمائية، وقد أخرج العديد من الأفلام القصيرة. ويكتب حاليا أول سيناريو لفيلم طويل ينوي إخراجه بالتعاون مع “اِبرو جیلان”.
كما تعرض شاشات “فجر الدولي” فيلم “الغابات الغامضة”، حيث يبحث “لي.له” في غابة باردة ومظلمة عن فتاة خرجت اليها برفقة ظبي فقط للبحث عن شيء ما. مخرجة الفيلم ناتيا نیکولاشویلي شاركت من خلال هذا الفيلم في العام الحالي في “مهرجان برلين السينمائي الدولي”.
وتدور قصة “طريق بلو فلاي” (طريق الرحلة الزرقاء) الفيلم الذي أنتجته كل من سوريا وهولندا وفرنسا ولبنان، حول شقيقين توأمين يبلغان من العمر تسع سنوات، يعيش أحدهما في الغابة والآخر يذهب كل يوم ليجلب الماء والغذاء! الفيلم من إخراج بسام شخيص الذي تخرج من أكاديمية “جریت ریتفلدِ” في أمستردام، وأخرج العديد من الأفلام القصيرة.
كما يشارك في المهرجان فيلمان قصيران حول “التمثيل”، أحدهما فيلم “كومبارس” من إنتاج الكويت أخرجه عبد العزيز البلعام، ويروي قصة “ممثل بديل” يبذل قصارى جهده ليصبح ممثلاً حقيقياً. والآخر فيلم “هو إيجاب” (O+) من إنتاج العراق، ويحكي قصة شابة مصابة بالسرطان تصبح ممثلة وتشعل غيرة أخيها. مخرج الفيلم هو وثاب عنیزه الذي له عددا من الأفلام القصيرة والوثائقية.
علاوة على ماسبق، تشارك ثلاثة أفلام اجتماعية في المهرجان: “الصورة” الذي أخرجته ناتسوكي ناكاجاوا، وهو من إنتاج اليابان، ويحكي قصة رجل ينفصل عن زوجته، ولكنه لا يتمكن من نسيانها. وفيلم “الغيوم العاكسة” من إخراج زيوي يائو المتخرجة من جامعة “سيتي كالج” في مدينة نيويورك، وفيلمها من إنتاج مشترك بين الصين وسنغافورة. وتدور أحداثه حول رجل يريد أن يقتل راهباً يحاول أن يجعله يفهم عمله. وفيلم “الأصحاب” التجربة الأولى للمخرج نورلان شيربوف، من إنتاج كازاخستان. وتدور أحداثه حول السخط الكبير لأحد العائلات من الحياة التي يعيشها أطفالهم، ويحمّل الزوج زوجته مسؤولية هذا الوضع المزري ويشمت بها.
وفي الختام، يشارك فيلم “جادی لِرکز دِلا کروز، الموظف الأعلى للقمر”، من إنتاج الفيليبين وسنغافورة في مهرجان “فجر” لهذا العام. ويحكي قصة امرأة كرّست نفسها لعملها، ولكن عليها إنهاء ليلة عملها الأخيرة. حاز مخرجه كارلو فرانسيسكو ماناياتو على جائزة أفضل فيلم قصير في جنوب شرق آسيا في “مهرجان سنغافورة السينمائي” العام 2017 . كما شارك الفيلم في أسبوع النقاد السينمائي الدولي في “مهرجان كان السينمائي”.
شاركنا النقاش