رحاب ضاهر|
يشكل البحث عن الكمال والتشبه بالنجمات هاجسا لدى النساء، اللواتي يعتبرن نجمات الفن نموذج المرأة المثالية لدى الرجل، والأكثر إثارة بنحافتهن وقوامهن المتناسق، لذا يحاولن تقليدهن والمحافظة قدر المستطاع على نحافة خصورهن.
ومنذ يومين، انتشرت صورة الممثلة التركية فهرية افجين التي وضعت ابنها الاول من زوجها بوراك اوزجفيت منذ أربعة أشهر. وبحسب ما تدوالته وسائل الإعلام التركية ومواقع التواصل الاجتماعي التركية والعربية، فإن صور الممثلة والتي تعتبر من بين الأجمل في تركيا، والتي فازت بقلب الممثل الوسيم، والمعروفة بقوامها المتناسق، وبكونها وجها إعلانيا لعدد من الماركات العالمية ولأشهر ماركة ملابس تركية.. قد صدمت المتابعين بسبب التغييرات التي طرأت عليها بعد ولادة ابنها، وزيادة وزنها التي لم تتخلص منها بعد بسبب قيامها بإرضاع إبنها، لتنطلق حملة تنمر على “الجميلة البدينة”!
ويكفي أن يلقي المتابع نظرة على مواقع التواصل الاجتماعي ليجد الكثير من عبارات السخرية والاستجهان، اذ كيف لممثلة جميلة مثل فهرية أن تطرأ مثل هذه التغييرات على جسدها، وكأنها ليست من البشر! فالمطلوب منها ألا يزيد وزنها أو أن تعود لوزنها السابق بلمح البصر. وقد وصل الاستجهان لدرجة أن بعض المعلقين كتب أنها ليست فهرية، وأن الصور مزيفة بتقنية “فوتوشوب” رافضين فكرة أن تكون تلك الصور لنجمة بوزن زائد!
ولكن في مقابل حملة التنمر هذه، خرجت أصوات كثيرة من قبل سيدات أعربن عن ارتياحهن بسبب إطلالة الممثلة فهرية افجين، بعد أن زاد وزنها مثلها مثل أي أمراة تحمل وتلد ويتغير جسدها بعد الإنجاب. وقد علقت سيدات كثيرات بعبارة “فهرية امرأة تشبهنا”، أي أنها قابلة للسمنة ولترهلات الحمل، وذلك عكس بعض الفنانات، كالفنانة اللبنانية نانسي عجرم التي شغلت رواد مواقع التواصل الاجتماعي عندما نشرت أول صورة لها بعد ولادة ابنتها الثالثة منذ اشهر، إذ بدت بكامل رشاقتها ونحاقتها وأناقتها. لتنطلق بعدها حملة تعليقات طريفة، تساءل فيها كثيرون إن كانت فعلا نانسي عجرم قد حملت وأنجبت مثلها مثل باقي النساء!
ومن أطرف التعليقات على صور فهرية افجين تعليق أحد المصريين الذي قال إنها لا تختلف عن المرأة المصرية التي يزيد وزنها بعد الزواج والحمل والإنجاب.
صور الممثلة التركية وهي بوزن زائد والاستحسان الذي لاقته لدى كثير من النساء والامهات تحديدا- وخصوصا البدينات منهن- جاءت بنظرهن انتصارا للبدانة أو على الارجح لزيادة الوزن، وإطاحة بصورة الكمال لدى النجمات ذوات الخصور النحيلة. حيث وجدت هؤلاء أن هيئة فهرية الحالية بوزنها الزائد واهمالها لنفسها لظهورها بلا مكياج وبلا تصفيف لشعرها… هي صورة المرأة الأقرب للواقع، والتي ترغب النساء برؤيتها أكثر من رؤية ممثلات بمقاسات مثالية كرستها الدراما والسينما، نساء لا تشبههن بعد الزواج والإنجاب .
وربما لم تتقصد نجمة تركيا الجميلة أن تنشر صورها وقد زاد وزنها واهملت مظهرها، لكن عدسات “الباباراتزي” التقطتها. ولكنها بأي حال لم تعترض ولم تخف وجهها، ولم تقاضِ وسائل الإعلام التي صورتها، بل على العكس بدت مبتسمة وبسيطة. ذلك لأنها تحمل “جمالاً” من نوع آخر، باعتباره علامة من علامات الامومة. الأمر الذي يجعلنا نتساءل ماذا لو تخلت قليلا النجمات العربيات عن فلاتر “الانستغرام”، و”السناب شات”، و”الفوتوشوب” وظهرن بصور أقرب الى الواقع.. والى النساء العاديات، وربات البيوت، بعيدا عن شعارهن الدائم بأن جمالهن “جمال طبيعي!”
شاركنا النقاش