ماهر منصور|
شهد شهر آب (أغسطس) الفائت إعلان شركة “الصباح” تبنيها إنتاج مسلسل “طريق”، عن أصل أدبي للروائي الراحل نجيب محفوظ، تكتبه السيناريست ريم حنا، ويؤدي دور البطولة فيه نجما الشركة الفنان عابد فهد ونادين نسيب نجيم. وقد تم تداول رواية محفوظ “الطريق” بوصفها الأصل الروائي للعمل الدرامي المزمع إنتاجه، وهو الأمر الذي أكده الفنان فهد الذي نشر على صفحته على “توتير”، في 25 آب، “بوسترا” تصميميا يجمعه مع الفنانة نجيم، وبينهما الروائي محفوظ، مع إشارة واضحة إلى أن العمل مأخوذ عن روايته “الطريق”.
وسرعان ما برز اسم قصة “الشريدة” التي قدمها نجيب محفوظ في مجموعته القصصية “همس الجنون”، بوصفها الأًصل الأدبي الذي ستبنى بموجبه حكاية “طريق” الدرامية. وقامت الفنانة نادين نجيم في 23 تشرين الاول (أكتوبر) بإعادة نشر صورة تشكل “بوسترا” ترويجا للعمل، يجمعها مع الفنان فهد، مع اشارة واضحة إلى أن العمل الدرامي هو عن قصة “الشريدة”.
قبل هذا التاريخ بنحو شهر، وبالتحديد في 8 ايلول (سبتمبر) الفائت، نقلت صحيفة “الرأي” الكويتية عن الفنان عابد فهد قوله أن ريم حنا استلهمت سطرين من حكاية المسلسل من أصل “الشريدة” ، تظهر”كيف أن هذا الرجل غير المثقف يستطيع أن يحتوي هذه الفتاة التي تملك طموحاً كبيراً، كي تكون محامية وتحقّق مستقبلها..”.
وفق مسار الحكاية كما يرويها، كان الفنان عابد فهد يتحدث عن الفيلم المصري “الشريدة”، الذي كتب له السيناريو والحوار أحمد صالح، وادى شخصياته الفنانون نجلاء فتحي ومحمود ياسين ونبيلة عبيد، لا عن قصة محفوظ. مع العلم أن الفيلم الذي ينسب التأليف إلى قصة الشريدة، أبعد ما يكون مضمونه عن مضمون القصة.
وفق هذه الصورة بتنا أمام ثلاثة أصول محتملة، لم يتضح بعد أي منها ستكون الأساس الذي تبنى أو تستلهم منه حكاية “طريق” الدرامية. مع العلم أن رواية “الطريق” تبدو الأقرب لإمكانية تحويلها إلى سيناريو تلفزيوني، مع إضافة خيوط درامية ترتقي إلى حد تشكل فيه رواية ثانية إلى جانب رواية محفوظ. وهو الأمر الذي ينطبق على قصة محفوظ “الشريدة”، مع التحفظ على جدوى تسمية عمل يؤخذ عن أصل قصصي للروائي محفوظ، ويشابه بالاسم عمل روائي آخر للكاتب ذاته. أما بشأن تحويل المسلسل عن الفيلم، فنحن سنكون أمام نسخة درامية لا علاقة لها بأدب محفوظ، وإنما بدراما أحمد صالح السينمائية، وبالتالي لا معنى لنسبها إلى الراحل محفوظ.
خارطة التشابكات السابقة لا يفك عقدها إلا نص المسلسل الدرامي نفسه. وهو الأمر الذي لم ينجز بعد، ولم يزل في الانتظار، مع معلومات عن عدم قيام السيناريست ريم حنا بإنجازه، والبحث عن سيناريست ثان وثالث آخر للقيام بالمهمة ذاتها.
شاركنا النقاش