[sam_zone id=1]

طهران: فاتن قبيسي|

ليست المرة الاولى التي يشارك فيها المخرج التركي العالمي سميح كابلان اوغلو في “مهرجان الفجر السينمائي الدولي” في طهران، فقد سبق له ذلك. وقد اختير هذا العام نتاجه “القمح” لدخول المنافسة الدولية. وهو فيلم باللغة الانكليزية من اخراجه وزميله التركي نادر اوبرلي. كما انه يشارك في المهرجان من خلال ورش عمل تعليمية للطلاب.

واوغلو من المع المخرجين في تركيا والمنطقة على مستوى التجارب الاخراجية، ولديه مشاركات عديدة ايضا في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية. وحصل على اكثر من 28 جائزة عالمية، واكثر من عشرة ترشيحات في مهرجانات دولية. كما اختير عضو لجنة تحكيم في “مهرجان كان السينمائي” في العام 2013. وهو كاتب مقالات ايضا في مجال السينما والفنون عموما.

واعمال اوغلو تصنف بالأفلام الميتافيزيقة. وهو متفرغ هذا النوع من الاعمال لولعه به، بعدما كان خاض سابقا تجارب في مجال الدراما التلفزيونية، كان آخرها مسلسل بعنوان :”سهناز تانغو”.

“القمح” يلقى استحسانا لدى جمهور “مهرجان الفجر” في طهران، وهو فيلم خيالي علمي يتناول العلاقة بين الانسان والطبيعة والتكنولوجيا، وينتقد الرأسمالية والعبودية المعاصرة، وتراجع القيم الانسانية. وهو من انتاج تركي- اميركي- الماني. ولكن لماذا صور الفيلم بالابيض والاسود؟

يقول اوغلو ل”شاشات”، التي التقته على هامش المهرجان، بأنه اعتمد هذين اللونين حصرا في فيلمه، “لأننا نشاهد الواقع من خلال الالوان، كما يظهر لنا، ولكن الحقيقة اليوم هي اما ابيض واما اسود فقط. لا مكان للون الرمادي. نطرح عالمين اساسيين في الفيلم: العالم التكنولوجي المتطور في الغرب، والعالم الآخر “الميت” اذا جاز التعبير. وقد تم تصوير مشاهد الفيلم بين تركيا والمانيا واميركا، واختلفت الالوان بين البلدان الثلاثة عبر عدسة التصوير، فآثرت ان اختصرها بالابيض والاسود حتى تحمل المشاهد روحا واحدة غير متفاوتة الالوان”.

لماذا تميل الى الافلام الميتافيزيقية بالاجمال؟ يجيب اوغلو بالقول: من المهم جدا ان نفهم روح الانسان من الداخل قبل اي شيء آخر. والقرآن الكريم بالنسبة لي هو الذي يدلني الى الطريق. لذلك انا متأثر به. فالمشهد الذي تقوم به شخصية جميل في فيلم “القمح” بتحطيم القارب مستوحاة من سورة “الكهف”. كما انني استوحي من شخصية النبي موسى الذي كان يظن انه يعرف كل شيء، فنزل عليه وحي من الله ليخبره بان الخالق يعرف اكثر بكثير من الانسان. ونحن نفتخر بأننا نعرف كل شيء بموجب التكنولوجيا، ولكن في الواقع تغيب عنا اشياء كثيرة. في عالمنا اليوم، الناس تحب هذا النوع من الروحانيات، وتسد الثغرات والنقص لديها من خلالها، لأنها تمدها بالمعنويات.

هل لهذا النوع من الافلام جمهور في تركيا ام في خارجها؟ يرد اوغلو: بكل تأكيد. الجمهور التركي تأثر بفيلم “القمح” وقال لي كثيرون بأن هذا النوع من الافلام فريد في الشرق الاوسط. كما حصل في طوكيو على جائزة افضل فيلم، وحظي بردود فعل جيدة في لندن. وعرض ايضا في الهند. ويعرض اليوم في الصالات الالمانية، وقريبا سيشاهده الجمهور في فرنسا والصين.

هل ثمة قواسم مشتركة بين السينما التركية والسينما الايرانية؟ يوضح اوغلو بالقول: بعد الثورة الايرانية بدأنا نتعرف على مخرجين ايرانيين مثل مجيد مجيدي، ومحسن مخملباف وغيرهما. والرابط بين تركيا وايران والشرق الاوسط عموما هو الشعر. فهو الاساس عندنا. وهذا كنز برأيي. فلا سينما من دون شعر. فنحن نطرح قصائدنا من خلال الافلام. وهناك تبادل خبرات في مجال السينما بين تركيا وايران. وهناك مخرجون أتراك متأثرون بالمخرجين الايرانيين.

الست متأثرا بالسينما الاميركية؟ يجيب اوغلو: لا.. السينمائي الاميركي الوحيد الذي يعجبني هو ترنس ملك (TERRENCE MALICK). ولكنني في الواقع معجب بمخرجين آخرين وهم: الفرنسي روبرت برسون، الفرنسي جابون اوزو، الروسي روبرت باركوسكي، الايطالي مايكل انطونيوني، والسويدي انغمار باركمان. افضل هؤلاء المخرجين لأن لديهم الروحية الانسانية ذاتها التي امتلكها.

ما هي نصيحتك للمخرجين من الجيل الجديد؟ يقول اوغلو: عليهم الا ينسوا تقاليد بلادهم، وان يؤمنوا بأنفسهم. ونحن لدينا مشكلات وازمات في المنطقة، وعلينا ان نوصل صوتنا من خلال السينما الى العالم… يجب ان نرفع الصوت!

لماذا لم تزر بيروت حتى اليوم؟ يرد المخرج التركي بالقول: اذا دعيت للمشاركة في المهرجانات، سألبي الدعوة.. حتماً.

اوغلو

في هذا المقال

شاركنا النقاش