دمشق: آمنة ملحم|
عادت الفنانة السورية سلمى المصري لتقف مؤخرا أمام الفنان دريد لحام، وتشاركه البطولة في عمل سينمائي “دمشق حلب” للمخرج باسل الخطيب. تلك العودة عزيزة على قلبها نظرا لوجود “كيمياء” بينهما عززتها سنوات العمل.
وتؤكد المصري في حديثها ل”شاشات” بأن لحام هو المدرسة الذي تتلمذت على يديه، وهو لطالما اختارها لتقف الى جانبه في أعمال مسرحية وفنية، عبر شخصيات مناسبة لها وفق رؤيته الخاصة. فالعمل معه يشكل ارتياحا كبيرا لها ويمدها بالسعادة ما يجعلها تعطي كل ما لديها أمامه. وهذا ما يميز العمل معه، لأن هناك لحظات يشعر فيها الفنان بأنه غير قادر على التفاعل مع الفنانين الذين يقف معهم، ولكن هذا مستحيل مع لحام الذي يسخّر لفنه كل ما لديه.
وكان فيلم “الآباء الصغار” هو التجربة السينمائية الأخيرة للمصري مع لحام. ورغم تمنيها التعاون الدائم معه، إلا أنها ترى بأن صاحب شخصية “غوار الطوشة” لم يعد في مرحلة تقديم أي دور، بل يجب أن يقدم أدوارا تكتب له خصيصا أو تناسبه بشكل شخصي. فهذه القامة يجب أن تسخر لها كتابا ليكتبوا أعمالا لها.
وحول واقع السينما السورية تعبر المصري عن تفاؤلها به، فالسينما السورية قدمت خلال السنوات الأخيرة أفلاما هامة رصدت ظروف الحرب، وعبرت عن الواقع الذي تعيشه البلد بعيدا عن المنحى التجاري، وهو من انتاج المؤسسة الرسمية التي يهمها تقديم محاولات لرصد ما يحدث، ليشكل إضافة الى ذاكرة السينما السورية. وحول قلة أدوارها السينمائية، ترى المصري بأن كل شيء يأتي في وقته المناسب.
وفي مقارنة بين واقع السينما هذا والدراما السورية في عمر الأزمة، تلفت المصري الى أن شركات الانتاج الدرامي بات همها مؤخرا التوزيع والانتشار، فباتت تجارية تحاول الابتعاد عن الواقع لتكسب التسويق، لا سيما مع الحصار الذي فرض عليها. كما باتت تطرق أبوابا أخرى كأن تتجه بشكل أكبر نحو دراما البيئة الشامية. ومؤخرا نرى عودة نحو الدراما التاريخية كمحاولة للهروب من الواقع وكأنها نافذة لإعادة الألق الى الدراما.
وفي الموسم الدرامي المقبل، تشارك المصري في مسلسل “رائحة الروح” مع المخرجة سهير سرميني، و”ترجمان الأشواق” للمخرج محمد عبد العزيز، نافية وجود أي تقاطع بين الشخصيات التي تقدمها رغم البعد الإنساني الذي يجمعها.
لم تعد ادوار البطولة المطلقة في العمل تشكل أي هاجس لدى الفنانة السورية، بعد سنوات طويلة من العمل الفني الجاد المتوج بعدد كبير من الأعمال السينمائية والمسرحية والتلفزيونية. بل بات ما يهمها هو مدى فعالية الدور المسند لها، وما يتركه من أثر لدى المشاهد. هذه هي المعادلة التي تعمل عليها المصري حاليا، مع اقتناعها بأن الكثير من الأدوار الطويلة قد لا تقدم شيئا جديدا للفنان وللمشاهد في آن.
وهنا لا تخف المصري بأنها اسقطت من حسابها ايضا مجرد المشاركة في أعمال فنية جديدة، مع محاولتها الابتعاد قدر الامكان عن أداء الأدوار المتشابهة، والبحث الدائم عن الشخصيات المختلفة التي تبعدها عن التنميط، الذي قد يراها فيه بعض المخرجين، لاسيما صورة المرأة الارستقراطية الجميلة. لكن اذا عرض عليها هذا النمط كدور فعال لشخصية مركبة فانها لا تمانع في أدائه، أما إن كان مجرد استعراض للشكل واللباس، فانها قد ترفض هذه الشخصية.
كما انها تتجه للتعاون مع المخرج الذي يعرف جيدا ما يريد، باحثة عن الاضافات التي سيقدمها لها، فهو الكونترول في العمل وهو الذي يحدد الخط للفنان. وهنا تنوه المصري ببروز أسماء كثيرة جديدة في الاخراج في الفترة الأخيرة، ما يجعل تعاملها معهم رهن الرسالة التي يحملونها وأهمية ما يقدمونه. كما دخل عالم الفن عدد كبير من الوجوه الجديدة، فمنهم، بحسب المصري، يرسم خطواته بجدية لا سيما خريجو المعهد العالي للفنون المسرحية، ومنهم من يبحث عن الشهرة والظهور فقط، ولكن في النهاية لن يصح إلا الصحيح.
وصحيح ان سلمى المصري تتنقل بين دمشق ودبي، إلا أنها شديدة الارتباط بالشام، فلا تغيب اسبوعين الا وتعود متشوقة لهذه المدينة التي لا تستطيع الغياب طويلا عنها.
شاركنا النقاش