فاتن قبيسي |
على غير العادة، كان المؤتمر الصحافي الذي عقدته مجموعة “ام بي سي” أمس لإطلاق تصوير الموسم الرابع من برنامج “ذَا فويس” اقل زحمة. فعلى المقلب الاول من الاستديو في زوق مصبح، كانت تغيب معظم الصحافة العربية، بأعداد مراسليها الضخم المعتاد، مقتصرا الحضور على الصحافة اللبنانية فقط. فيما يشعّ على المقلب الآخر ديكور متطور،عصري وفاتن، على غرار ديكور البرنامج بنسخته البريطانية.
.. وهذا ان دل على شيء، فهو ان “ام بي سي” التي استغنت مؤخرا عن حوالى 80 موظفا لترشيد الإنفاق، فإنها وان كانت من باب حصر النفقات ايضا، تضحّي بعدد التغطيات الاعلامية من خلال عدم استقدام مراسلين هذه المرة الى لبنان على نفقتها الخاصة، واستبدال الامر ببث وقائع المؤتمر مباشرة عبر “فايسبوك”، الا انها لا تساوم ابدا على الجانب المهني، مهما بلغت المتطلبات التقنية والديكور وشروط الإطلالة العصرية….
كذلك ينطبق الامر على مسألة اختيار المدربين – الفنانين الاربعة. فبعد انسحاب كل من الفنانين كاظم الساهر، وشيرين وصابر الرباعي الذين شاركوا في المواسم السابقة، قيل كلام كثير حول اسباب الانسحاب، ورجح البعض انها مادية. ولكن وقوع الخيار على كل من الفنانين أليسا، واحلام، ومحمد حماقي ( الى جانب عاصي الحلاني الذي بقي ثابتا) يدل على ان المحطة لا تفرِّط بمبدأ اشراك فنانين من الصف الاول في برنامجها. وان اختلفت الأسماء.
وفيما تم تركيز بعض الصحافيين أمس على المدربين الثلاثة الجدد، وكيفية اختيارهم ومقارنتهم بالمدربين المنسحبين و… الا ان الامر بدا مبالغا فيه، ليس لأن تبديل المدربين امر يحصل عادة في النسخ الاجنبية للبرنامج نفسه، مثل شبكة NBC الاميركية التي تغير اثنين من المدربين في كل موسم، بل ربما لأن مثل هذه التبديلات هي امر صحي للبرنامج، يضخ التجديد في عروقه، من باب تنويع المدارس الفنية وكاركتيرات” المدربين واساليب تعاملهم مع الهواة.
كما انه، الى جانب أهمية مشاركة فنانين لهم جماهيرية واسعة عربيا، فإن البرنامج لا يتوقف مصيره فحسب عند حدود هذه المشاركة (خصوصا وانه يساعد كل من هؤلاء في مهمته أخصائي تدريب تقني)، ذلك لأن “ذَا فويس” يقوم على جهد جماعي، يعمل فيه بين 200 الى 300 شخص بإشراف سمر عقروق، ويقوم على جهد تقني عالمي، وعلى “كاستينغ” لعشرات الآلاف من الهواة، حيث تقدم لهذا الموسم 24 الف مشترك، اختير منهم 48 فقط، كما قال المتحدث الرسمي في مجموعة “ام بي سي” مازن حايك. وهو محق بالطبع في تعداد هذه العوامل المتضافرة لانجاح البرنامج.
ثم ان ثمة علاقة تبادلية متوازنة بين الفنانين والمحطة. فهي وان كانت تستفيد من نجوميتهم وخبرتهم، فانهم بدورهم يستفيدون من اطلالاتهم الاسبوعية في اطار تلفزيوني احترافي فنيا وتقنيا، مما يكرس جماهيريتهم ويعزز صورتهم والثقة بهم، ليس كمطربين فحسب، بل ايضا كمدربين لجيل ناشيء هذه المرة. عدا بالطبع عن حقوق مادية لائقة جدا يحصلون عليها.
والتبديل لا يطال ثلاثة فنانين- مدربين فقط، بل المقدميْن ايضا. حيث استبدلت ايميه صياح بنادين فرج يعاونها بدر آل زيدان. وهما سيقدمان ايضا ” ذَا فويس كيدز” الذي يعرض في 10 آذار المقبل، مع استمرار مشاركة المدربين أنفسهم، وهم الفنان كاظم الساهر، ونانسي عجرم، وتامر حسني.
غير ان ثمة تعديلات في “ذَا فويس 4” الذي ينطلق على “Mbc1” و “Mbc مصر”، في 2 كانون الاول المقبل، بتوقيع المخرجة جنان منضور. وتتمثل هذه التعديلات، بالاضافة الى الديكور، بوجود “خامات من الأصوات هي الاجمل على الاطلاق منذ انطلاق البرنامج، واعتماد “مناورة الاقتناص” في مرحلة المواجهة، التي يتنافس خلالها ثلاثة من المدربين على اقتناص مشترك، اضطر مدربه للتخلي عنه، وذلك على حساب غيره من أعضاء فريقه”. كما قال حايك.
وساد بين المدربين الأربعة خلال المؤتمر الصحافي جو من اللطف المتبادل، في ايحاء الى انهم منسجمين. واكد الحلاني وجود “الكيمياء” في ما بينهم. وأشار الى ان اختيار المدربين لا يتم على اساس البلدان، بل على اساس مدى تواجدهم على الساحة الفنية، وقدرتهم على تدريب المشاركين.
واشارت احلام الى تأثرها بالنجمة العالمية كريستينا اغيليرا في الصيغة الاميركية من البرنامج، كونها عفوية وتعمل بجهد ومحبة مع أعضاء فريقها. ولفتت الى انها ستستفيد من نقاط ضعف المدربين السابقين في المواسم السابقة للبرنامج، لتصحيحها.
ولكن أليسا قالت، مستدركة كلام زميلتها، بانها لم تأتِ لتصحح اخطاء احد، بل لتفرض حضورها الشخصي. واقرت بان “خلقها ضيق” مع بعض الصحافيين- وهو موضع نقد لها احيانا- مؤكدة انها ستكون صبورة مع المشتركين، الذين شبهتهم بأطفالها.
ثم بشيء من الواقعية المباشرة اضافت اليسا: “سأقيّم المشتركين لناحية قدرتهم على ملامسة إحساسي واقناعي فنيا، فيما هناك متخصص في الموسيقى سيساعد المشتركين تقنيا، فنحن لسنا اساتذة موسيقى، بل اننا مطربون نقدم خبرتنا فقط. واكدت بان التركيز يجب ان يكون على المشتركين بالدرجة الاولى وليس على المدربين والعلاقة في ما بينهم.
واذا كانت احلام قادمة من تجربتها في “أراب ايدول” واليسا من “اكس فاكتور”، الا ان الفنان محمد حماقي مقبل على تجربة جديدة بالكامل. فقال ان هناك دائما “اول مرة”. واكد أهمية الاختلاف بين المدارس الفنية التي ينتمي اليها المدربون الاربعة، ما سينعكس تنويعا على أنماط غناء المشتركين.
من هنا تشكل مشاركة حماقي في البرنامج تحديا مضاعفا له، علما انه يفرض حضوره على الساحة الفنية اكثر فاكثر مع الوقت. فقد احتل مؤخرا المركز السادس لناحية المشاهدة العالية لقناته عبر “يوتيوب” حسب موقع ” social bakers” العالمي، من بين مشاهير مصر.. وفيما كان حضوره في المؤتمر الصحافي أمس سلساً، هادئا ومريحا، فما هو الحضور الذي سيسجله بين زملائه في “ذَا فويس 4” على مدى أسابيع من الحماوة التنافسية؟
شاركنا النقاش