دمشق: آمنة ملحم|
بعد مضي أكثر من ثلاثة أعوام على تصويره، ونيله جائزة أفضل فيلم متكامل في “مهرجان روتردام للفيلم العربي”، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة من “مهرجان القاهرة السينمائي”، أطلق أخيرا العرض الخاص لفيلم “حرائق” تأليف وإخراج محمد عبد العزيز في سينما “سيتي”، على أن تبدأ عروضه الجماهيرية في السابع من الشهر المقبل في دار الأوبرا .
ويروي الفيلم حكايات لأربع نساء سوريات هن خولة (رنا ريشة )، وريم (جفرا يونس)، ووداد (نانسي خوري)، وأم علي (أماني إبراهيم)، ذقن مرارة الحياة وأعرافها وموروثاتها، وقد ازدادت تلك المرارة عليهن في زمن الحرب والفقدان والضياع. ورغم أن الفيلم يعالج حكايات الفتيات الأربع، كل منهن باتجاه مختلف عن الآخر، الا ان مرارة الحياة تجمعهن وتنعكس حرائقاً في يومياتهن.
وفي حديث لـ”شاشات”، أشار عبد العزيز إلى أن “الفيلم بجوهره يتطرق الى قضية المرأة السورية التي حققت إنجازات كبيرة منذ الاستقلال وكان لها صوت خاص، ولكن لا ننكر بأن الأغلبية الساحقة من النساء أصواتهن غير مسموعة، وبالتالي يسعى الفيلم لإيصال هذه الأصوات”.
وعن أبرز المقومات التي جعلت الفيلم يحصد جوائز المهرجانات، ينوه عبد العزيز بأنها تتجلى بواقعيته والأداء المتين لشخوصه الذين بمعظمهم ليسوا ممثلين بل وقفوا أمام الكاميرا للمرة الأولى، وكذلك لانحيازه للمرأة والإنسان والحياة .
وحول ابتعاده عن اختيار النجوم كأبطال لفيلمه، يلفت عبد العزيز إلى أنه لا يستعين بالنجوم في أفلامه، فالنجم برأيه هي الشخصية التي يؤديها الفنان في الفيلم، وفكرة الفيلم بحد ذاته هي نجمة.
ونفى عبد العزيز ما أشيع حول اقتطاع الرقابة لبعض من مشاهد الفيلم، مؤكدا بأن العرض قدم كما عرض في المهرجانات .
اما رنا ريشة فلفتت إلى ان تجربتها في الفيلم منعطف في حياتها المهنية والفنية، وأن دورها حمل صعوبة في الأداء، حيث تطلب جهداً وتعباً عضلياً، معربة عن سعادتها الكبيرة لعرضه أخيرا في سوريا، ونيله جوائز في مهرجانات عربية وعالمية .
بدورها اشارت نانسي خوري إلى انتظارها الطويل لعرض الفيلم داخل سوريا وسعادتها الكبيرة لانطلاقته أخيرا فيها، لافتة الى الصعوبات التي حملتها الشخصية، حيث تتعرض للضرب من والدتها وتتسلق أماكن مرتفعة جدا، بالإضافة الى اللهجة الغريبة عليها التي تحملها شخصيتها بالذات، فشكلت تحديا بالنسبة لها .
كما أعربت عن سعادتها بهذه التجربة مع المخرج محمد عبد العزيز الذي يبدأ مع الفنان من الصفر على حد تعبيرها، ويجري بروفات عدة قبل التصوير، ما يدفع الفنان الى اخراج اكبر قدر من طاقاته.
وحول المدة الفاصلة بين التصوير والعرض، تعرج خوري على صقل شخصيتها أكثر في هذه السنوات، ما جعلها تضع ملاحظات على أدائها بعد العرض، فادواتها اليوم تطورت بالتأكيد، وهي في تطور مستمر.
وحول مشاهد الجرأة التي حملتها الشخصية، ترى خوري بأن الفنان يجب ان يعطي الشخصية ما تتطلبه في مكانه الصحيح، والثقة بالمخرج تلعب دورا في الأداء والصورة التي سيظهر بها الممثل.
شاركنا النقاش