ضياء عبد الوهاب|
واظبت “نتفليكس” على تحويل قصص “مارفل” الهزلية للأبطال الخارقين إلى مسلسلات، وعملت على طرح قصة كل بطل في مسلسل خاص به، أو جمعت عدة أبطال في مسلسل واحد كمسلسل “ذا ديفندرز”، لما تلاقيه هذه الاعمال من نجاح كبير على صعيد جميع الفئات العمرية.
ابتكر الكاتب براين مايكل بنديس شخصية “جيسيكا” في العام 2001 في قصص “مارفل”، وقامت ميليسا روزنبرغ في العام 2015 بكتابة النص الذي تم عرضه في نهاية العام نفسه، وكان من بطولة الممثلة الشابة كريستين ريتر بدور “جيسيكا”، ورُشحت إلى عدة جوائز عن أدائها في المسلسل، وجددته “نتفليكس” إلى موسم ثان، تم عرضه في الثامن من الشهر الحالي.
تناول الموسم الأول من مسلسل “جيسيكا جونز” اضطرابات ما بعد الصدمة للبطلة “جيسيكا” نتيجة إجبارها على قتل امرأة بريئة من قبل “كيلغريف”، الشخصية الشريرة التي تملك القدرة على التحكم بأي شخص من خلال توجيه أي أمر شفهياً، وتمكنت من القضاء عليه في نهاية الموسم.
تستمر “جيسيكا” في الموسم الثاني بعملها كمحقق خاص، لكن تقضي معظم الوقت “درامياً” في نبش ماضيها منذ تعرضها لحادث سير أدى إلى وفاة والديها وأخيها الصغير، وجعلها تكتسب تلك القوة الخارقة في حمل أوزان ثقيلة جداً، والقفز لمسافات عالية، والشفاء بصورة أسرع. لكنها تواجه العديد من العقبات لمنعها من اكتشاف الحقيقة، ليتبين أنها كانت ضحية لتجارب غير شرعية للطبيب “كارل مالس”، الذي أنقذها من الموت بعد تعرضها للحادث، وأدى لاكتسابها هذه القوة من خلال اللعب على الشيفرة الوراثية.
لم تكن “جيسيكا” الضحية الوحيدة لتجارب “د. كارل”، حيث أن ضحية أخرى على علاقة عاطفية معه تقوم بالتخلص من الأشخاص الذين أصبحوا يمتلكون قدرات خارقة بغية حمايته، وتمتلك قدرات تفوق قدرات “جيسيكا”، لكنها تعاني من مشاكل في التحكم بالغضب تدفعها لارتكاب حوادث قتل بالجملة. وبعد عناء في مطاردتها تنصدم “جيسيكا” بأن هذه الشخصية هي أمها “أليسا جونز” التي من المفترض أنها توفيت في حادث السير، والطبيب كارل عالجها من تشوهات في الوجه ومنحها قدرات خارقة. عند هذه الذروة الدرامية تعيش”جيسيكا” صراعاً قاسياً بين عواطفها وبين واجبها الإنساني في ردع أمها المجرمة.
استطاع المسلسل جذب الكثير من المتابعين والحصول على تقييمات عالية، على الرغم من تكرار الفكرة بشكل عام في العديد من الأفلام والمسلسلات، من حيث إجراء التجارب على البشر للحصول على “الإنسان الخارق”، والصراع بين الخير والشر. كما عانى المسلسل من بطء في الإيقاع، على الرغم من إدخال خطوط إضافية لعبت دوراً سلبياً فيما يخص تركيبة الحبكة وتوالد الأحداث، ومن مساهمة أكثر من عشرين مؤلف ومخرج في إنجاز حلقات الموسم الثاني.
حقق المسلسل بموسمه الثاني تقييماً وصل إلى 8.1 على موقع IMDb، و89% على موقع “روتين توماتو”. وحظي بالمرتبة الأولى في قائمة أكثر المسلسلات شعبية بعد الأسبوعين الثاني والثالث على عرضه، ليتراجع هذا الأسبوع إلى المرتبة الرابعة.
شاركنا النقاش