فاتن قبيسي|
روى الفنان السوري تيم حسن في مقال خاص لـ “CNN بالعربية ” تجربته الدرامية بين عامي 1995 و2020. متوقفا في جزء منها عند ابرز المحطات المهنية الدامغة في حياته، فيما يقدم في جزء آخر تبريرات حول بعض خياراته الدرامية الاخيرة، لا سيما تلك التي يشهد تقييمها شرخا بين الجمهور والنقاد.
واتسم المقال بالدقة والعرفان بالجميل لاهم رواد المسرح والتلفزيون الذين قدموا المساعدة للفنان الصاعد وقتها، ولو من خلال نصيحة.
كما تميز المقال بالشفافية حيث عاد فيه حسن الى بداياته التي عمل فيها كومبارس، إلى ديكور إلى إدارة المنصة، الى التنظيف إلى الإضاءة الى مسؤول اكسسوارات.. قبل ان ينتقل للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، لافتا الى ان اللجنة رفضته اول مرة، لكنه قرر بعدها ان يصارع ليدخله، ويقول: “وواحدة من ضرائبه كانت عملي الاختياري بصفة “كومبارس” عاماً كاملاً، لأتجهز عملياً وليس نظرياً فقط، حتى يحين موعد تقديمي لامتحان العام المقبل أمام لجنته”.
ويستخدم تيم حسن تعبيرا جذابا عن علاقته بالمعهد بقوله: “بدت علاقتي بالمعهد وكأنها نداء روحي يناديني، بعدما فُتنت بتفاصيل كثيرة فيه”. ويشدد على أهمية دور المخرج حاتم علي الذي خصّه لسنوات طويلة في سوريا وخارجها بأهم الأدوار، واهمية شراكة المخرج علي مع الدكتور وليد سيف “للانتقال من خلال المسلسل التاريخي السوري، إلى مكان أعلى، وإلى نصوص يتفرد فيها، ولا يُجارى”.
وكمن يرد تهمة عنه بأنه يتحكم بالنص لصالح نجوميته، يركز حسن في مقالته على اهمية النصوص، فيصفها تارة بأنها حجر الزاوية الامتن، واخرى بروح المهنة كلها، وطوراً بعمودها وروحها وعمادها، متسائلا عن سبب غياب النصوص المنشودة عن قطاع من الجمهور لا يستهان فيه ويقول: “ماذا في المستقبل وهل من كُتَّاب ومجددين، فهُم عمودها وروحها وعمادها، هل من فرج.. ومُنجد؟” كذلك اعتبر ان “وجود دخلاء وجهلة على كل قطاع من المهنة أصابها في مقتل”.
ويتطرق الى الازمة السورية وانعكاسها على الدراما قائلا: تفرق الممثلون والكُتاب والمخرجون وأصبحت فكرة الاستمرار مع أقل الضرر الفكري والفني والمادي هي السائدة وهي الواقع والواقعية، فالكتابة التي يُبني عليها عملنا جميعاً، وهي ما أحب أن أركز عليه هنا، أصبحت محددة مع المتغير الكبير، وحساسية الاستقبال، وبدأت تتحدد أكثر، فضاق أفق المسموح أكثر، وتشظى الكُتاب فتحولوا ورشاً للكتابة متفاوتة المستوى (..) إلا اذا أُديرت هذه الورشات، من قبل كاتب متمرس ينظم الآلية بين الكتاب، وفق مسار محدد، وعلى أي حال لايزال هذا النظام في خطواته الأولى.
وكمن يوجه رسالة واضحة الى النقاد الذين ينتقد بعضهم اعماله الاخيرة، لا سيما “الهيبة” باجزائه المختلفة، يعتبر حسن في شراكته مع “شركة الصباح” اللبنانية والمخرج سامر برقاوي نجاحا، ويقول: “بات العمل في لبنان هو البوابة الأوسع للطَعم السوري ممزوجاً مع اللبناني، بمعايير جديدة فـعَّـلها وأدارها المنتج الكبير صادق الصباح بذكاء، ليبني عليها النوع الجديد هذا، إذ أنه لطالما توفرت بين البيئتين، اجتماعياً وتاريخياً، عناصر التوافق والتكامل، التي عكس بعضها هذا النوع الفني، وتابعها بنسب عالية جمهور البلدين، ومن زاوية العين العربية، بدا هذا المُنتج الفني المشترك مستساغاً، وكأنه بهوية “بلاد شامية” إن جاز التعبير؛ فكان النجاح”.
ويضيف مدافعا عن خياراته: “في السنوات الاخيرة “سعى الجميع ومنهم أنا، لتثبيت الوجود والاسم، كرافد غير مباشر في عين البعض، وأراه أنا مباشراً، لدراما بلدي، وأرى هذه المسلسلات على بعض الشوائب التي فيها، والتي ليس لدينا يد فيها كما أسلفت… أراها اجتهاداً ومجهوداً في طريق صحيح، ومنها شراكتي مع المخرج الصديق سامر برقاوي، وأرى قيمتها تكمن في الجهد الكبير ضمن ظرفها الذي خُلقت فيه، وكيف استطعنا مع الشركة المنتجة الوصول إلى الجمهور العريض، من خلال درامات محببة، قد لا يراها الناقد على أنها من الوزن الثقيل، ولكن مشاهداتها الكبيرة تستحق التوقف والدراسة النقدية العلمية”.
شاركنا النقاش