فاتن قبيسي|
لا يُستَبعد أصحاب المحطات التلفزيونية من المعادلة، خصوصا في ظل المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان. انهم شركاء اساسيون، نظرا للدور الذي تلعبه مؤسساتهم الاعلامية في نقل طبيعة الصورة عن الحراك الشعبي. وقد برزت في هذا المجال مقالات وصور تتعلق برئيس مجلس ادارة محطة LBCI بيار الضاهر، تتحدث عن تقاضيه اموالا من الخارج لتغطية الحراك، فيما رصدته صور، نشرتها بعض المواقع الالكترونية، يجول فيها بدراجته النارية بين مختلف مناطق الحراك تارة، ويزور المسؤولين طورا. كيف يرد الضاهر على مثل هذه التساؤلات؟ اين هو بين السلطة ومعارضيها في الشارع؟ وما هو الدور الذي تلعبه مؤسسته ازاء التظاهرات الشعبية؟
في حديث ل”شاشات” يقول بيار الضاهر حول اسباب تنقله بين المناطق اللبنانية: “اين يجب ان اكون في مثل هذه الظروف؟ يجب ان اكون مع فريق العمل على الارض. فهناك حلقات بثت من مناطق عدة. ففي طرابلس مثلا، رفض بعض الناس الجلوس على الارض، بينما غيرهم على الكراسي، ولم يغيروا موقفهم الا عندما جلست قبلهم على الارض. وكذلك كان ثمة صعوبة في اشراك ممثل عن “حزب الله” في كفررمان في الحلقة التي بثت من النبطية، ولدى تدخلي سلكت الامور. فالناس متشنجة، بسبب انتشار اخبار من هنا وهناك. والوضع يملي علي ان اتحرك بهذه الطريقة.
ويضيف: منذ العام 1985 وانا اتواجد ميدانيا في كل “لايف” (نقل مباشر). امس ذكرني احد الاصدقاء انه في العام 1993 عندما قصفت اسرائيل مدينة النبطية، كيف قدمنا نشرة اخبارية مباشرة على الهواء من منزل مدمر في حي البياضة في المدينة. قدمها جورج غانم يومها. واليوم، انا اجول في المناطق اللبنانية، وقد قصدت ايضا الضاحية الجنوبية وتأكدت ان الحياة طبيعية هناك في ظل الحراك. هل اجلس في اوقات الازمات في بيتي ام وراء مكتبي؟ اما لماذا استخدم دراجة نارية؟ فبكل بساطة، لأنها تختصر الوقت في ظل قطع الطرقات وتعثر الانتقال بالسيارة. وكل ما يتم تداوله في هذا المجال قلة عقل!
وماذا عن تقاضيكم أموالا من الامارات والسعودية؟ يجيب بقوله: “ما حدا دق بابي وما حدا عرض عليي فلوس”. وما نشرته صحيفة “الأخبار” في هذا المجال، قمنا بالرد عليه عبر محامينا. كما ان الرئيس سعد الحريري نفاه بدوره.
ويضيف: “اساسا اذا اخذت مالاً من اي دولة، فلماذا سأذهب الى الرئيس الحريري وأخبره بالامر؟! ثم لماذا سيتم جمعنا ورؤساء محطات تلفزيونية اخرى في جلسة واحدة لتزويدنا بالمال؟ اليس في ذلك فعل تهور؟ شيء مضحك!
ولدى قولنا “ظهرت في صورة خلف الرئيس الحريري في السرايا الحكومي ماذا كنت تفعل هناك”؟ يسارع الضاهر الى الرد: وماذا كنت افعل ايضا عند رئيس الجمهورية، ووزير الخارجية، وقائد الجيش وغيرهم؟ هؤلاء كلهم زرتهم مؤخرا. ولكن لم ترصدني الكاميرات. فانا اعلامي قبل ان اكون صاحب مؤسسة او مديرها، وكل الاعلاميين يطلبون لقاءات من المسؤولين. فكما نسمع الناس على الارض يجب ان ننقل مواقف المسؤولين.
ويتابع: تارة نسمع بأن الخارج هو من طلب منا دعم الحراك، وطورا يتناقلون عبر “واتساب” رسائل تفيد بأن رئيس الجمهورية طلب من المحطات وقف النقل المباشر، لتتبعها بعد ذلك رسائل اخرى تفيد بان رئيس الحكومة المستقيل طلب منا النقل الباشر. ولو لم ندعم التظاهر اساسا لكنا اتهمنا بالتخوين.. وهكذا.
ولدى قولنا بأن بعض مراسلي LBCI كانوا يعمدون الى تظهير مواقف بعض المتظاهرين على حساب غيرهم ممن يدعمون هذا المسؤول او ذاك، يعلق الضاهر بقوله: حتى اكون دقيقاً، اقول ان القصة تتعلق بكيفية طرح السؤال. البعض يتحسس من المراسل حول اسلوب سؤاله، لأنه قد يكون استفزازيا باعتباره يطال زعيماً بعينه. والاسئلة التي توجه للمواطنين مختلفة بالعادة عن تلك التي توجه للسياسيين، بحيث انها يجب ان تكون محايدة. لذا لا يمكنني ان اقدّر ظرف المراسل المتواجد في جو ضاغط على الارض. والا سأعتمد التنظير.
ويضيف: قد يكون ما تقولينه قد حصل بالفعل، لذا اطلب من اي مشاهد لديه انتقاد على أداء اي من مراسلي المحطة، ان يرسل لنا ذلك بالصوت والصورة، وهذا سهل في عصر “السوشيل ميديا” واذا كان محقا فاننا سنعود حتماً للمراسل.
وماذا عن كلفة النقل المباشر للحراك من المناطق على مدار اليوم؟ يجيب الضاهر: الكاميرا نملكها اساسا، فاذا “شغّلناها” فهل انفق بذلك اموالا؟ بمعنى آخر، اذا كان لديكِ دراجة هوائية، فهل تنفقين مالا في كل مرة تستخدمينها فيها؟ كذلك المراسلون، فهم منتشرون في المناطق في اطار عملهم اليومي، فلا رواتب او زيادات طارئة في هذا المجال.
ويوضح ان كل المحطات اللبنانية لديها مساحات عبر “الفضاء” بموجب عقود سنوية، وكلفتها مئة الف دولار سنويا، في مقابل استخدامها بشكل مفتوح بمعزل عن عدد الساعات اليومية. ثم اصبح هناك ما يسمى ب “4G” ، وكلفة الفاتورة اليومية للإنترنت هي حوالى ١٣٠ دولارا في اليوم (١٨ ساعة نقل ) لكل كاميرا تعمل علي نظام ال “4G”. ونحن نعتمد في بعض الساحات البث الفضائي، فيما نفضل استخدام الشبكة الخلوية في ساحات أخرى. هذا عدا عن خدمة “السكايب” التي يزودنا بها احيانا مواطنون من اماكن قد لا يكون لكاميراتنا تواجد فيها.
ويتابع موضحاً: بالاجمال تغطية الحراك لا تكلِّف شيئا بالمقارنة مع بث البرامج والدراما، وكلفتها في الأيام العادية ما نسبته 65 في المئة من مجمل الإنفاق . وفي ايام الحراك، تتوقف البرامج والدراما ويقتصر البث على التغطية المباشرة للتظاهرات، وهكذا في كل يوم نوفِّر 65 في المئة من مجمل الإنفاق. يُضاف إلى ذلك أن النقل المباشر يتم، في جزء منه، لأحاديث بعض السياسيين، ممن يُعطون دروساً ومواعظ.. مجاناً!
(الصورة: بيار الضاهر والزميل مالك الشريف في منطقة “كفررمان” مؤخرا).
شاركنا النقاش