فاتن قبيسي|
بعد حوالى خمس سنوات من العمل، استقال المراسل حسان الرفاعي من قناة “الجديد”، حاملا معه ندوبا عميقة، جراء اكثر من اصابة تعرض لها اثناء تغطياته الميدانية، بعضها شفي منه، وبعضها الآخر ما زال يلازمه جسدياً ومعنوياً.
الرفاعي لم يتأخر في فتح صفحة مهنية جديدة. بعد تقديم استقالته في “الجديد”، بدأ مباشرة العمل في محطة lbci منذ حوالى شهر، لم يضيع وقتا البتة. شعر في عمله الجديد فرصةً أفضل وأفقاً أرحب.
والبداية هي عملياً بدايتان. واحدة مهنية، واخرى حياتية وانسانية. فالمراسل الشاب عاد من الموت اثر اصابته في رأسه، جراء انفجار مرفأ بيروت في العام الماضي، اثناء تأديته واجبه المهني. مكث في المستشفى لفترة طويلة، وعاد بعدها الى الحياة، وقد اصيبت بعض حواسه بالعطب الدائم. هكذا، وبرمشة عين، خسر حسان الرفاعي حاستي الشم والتذوق بشكل دائم، فلا يشم ولا يتذوق ما يصل الى فمه.. ليُحرم بذلك من ابرز متع الحياة.
لملم الرفاعي جراحه، وهي المرة الثانية التي يفعل ذلك بعد اصابته برصاصة مطاطية في معدته في العام نفسه، خلال تغطيته لاحدى التظاهرات الاحتجاجية، اثناء محاولة المتظاهرين اقتحام مجلس النواب. كان يعتبرها في كل مرة ضريبة مهنة المتاعب، الا انه استاء في كل مرة من اسلوب التعاطي معه من قبل ادارته.
يقول الرفاعي لـ”شاشات” انه كان يتوقع اسلوبا افضل وارقى في التعاطي معه من قبل ادارة محطة “الجديد”. وقد اكتفى بهذه العبارة في هذا الصدد.
والرفاعي لا يعاني اليوم من مضاعفات اصابته من خلال خسارته حاستين فحسب، بل من حرمانه ايضا من امكانية الغطس مجددا، وهو الحاصل على بطولة لبنان بالغطس الحر في العام 2012، وهي الهواية التي يعشق.
وازاء ذلك، يقول: “صحيح ان ثمة وجعا سيلازمني طوال حياتي، وضررا دائما سينعكس على يومياتي، ولكن الحمدالله عدت الى زوجتي وطفلي الذي لم يكن يتجاوز وقتها الخمسة اشهر، وخسارتي ليست بشيء امام غيري”.
وعن تجربته الحديثة في محطة lbci، يشيد الرفاعي بالتعاطي الاخلاقي، والاسلوب المهني الذي يتطلب من المراسلين العمل بحيادية في نقل الخبر.
الجدير بالذكر ان التواصل بين الرفاعي وادارة “الجديد” ما زالت جارياً لإنهاء ملف تعويض اصابة العمل التي تعرض لها.
كما تجدر الاشارة الى ان الزميلة راشيل كرم قدمت ايضا استقالتها مؤخرا من محطة “الجديد”.
نرشح لك:
كيف علقت مريم البسام على استقالة حسان الرفاعي من “الجديد”؟
شاركنا النقاش