ماهر منصور|
يؤكد ما بلغنا حتى الساعة من أسماء تمثيلية، انتهى دورها في الجزء الأول من مسلسل الهيبة، ويقال أنها ستظهر في الجزء الثاني منه، أن قسماً لا بأس به من “الهيبة 2″، سيعتمد تقنية “الفلاش باك” في سرد أحداثه. .وبالتالي نحن سنكون أمام عدة متواليات زمنية في حكايته.
تقنية “الفلاش باك” أو “الارتجاع الفني” شكل تقليدي من آليات السرد الدرامية، يُتبع عادة لكشف أحداث حاسمة في قصة العمل ورحلة أبطاله. وقيمة مشاهد الارتجاع الفني هنا تأتي من كونها تلبي رغبة المشاهد في معرفة ما خفي من الحكاية، وتكون حاسمةً في فهم تطورها.
ذلك يعني أن الأساس في “الهيبة 2” حكايته الجديدة، تلك التي سيسرد المسلسل أحداثها ابتداء من نهاية الحلقة الأخيرة من جزئه الأول، أو بعدها، وذلك وفق نسق بنائي تتداخل مكونات المتن فيه، تبعاً لتوالي الأحداث وعلاقتها مع الزمن (الزمن الذي يسبق أحداث الجزء الثاني، وزمن الجزء الثاني).. الأمر الذي يعني ضمنياً أن الشخصيات التي انتهى دورها في الجزء الأول وستعود للظهور في الجزء الجديد، ستحل ضيفة شرف على الحكاية، لتوضيح ما التبس من تفاصيلها أو تكون المحرك لأحداثها،لا أن تكون هي الحكاية بذاتها.
العقدة التي قد تواجه “الهيئة 2″، هو استجابة صناعه لرغبة تسويقية باستثمار شعبية ابطاله ، وبالتالي البحث عن دور رئيسي لهذه الشخصيات يتجاوز مساحتها بوصفها ضيفة شرف، وعندها لابد أن تنحو الحكاية نحو نسق بنائي دائري، أي تبدأ الحكاية من النهاية، نهاية الجزء الأول بالتحديد، ثم تعرض ما سبقّها، لتنتهي من جديد عند نقطة البداية نفسها.
اتباع هذا الخيار يفرض على ” الهيبة 2″ تجاوز أغلب أحداث الجزء الأول، على اعتبار أن لاعبا رئيسي فيها لن يكون موجوداً، أي شخصية عليا، الأمر الذي يعني اننا سنشاهد جزءاً ثانياً، تدور أحداثه في زمن يسبق أحداث الجزء الأول أو يتزامن معه، وبذلك سنكون أمام مسلسل “الهيبة” ناقص واحد، أو “الهيبة” واحد مكرر.
بين هذين الخيارين، أي نسق البناء المتداخل او نسق البناء الدائري، سيكمن استحقاق “الهيبة 2″، وسندرك مع بدء العرض مدى نجاح العمل في التملص من قبضة التسويق وانتصاره للفن ومتطلباته. ذلك الاستحقاق في بناء النص الدرامي، سيترافق مع استحقاق ثان لمتنه، ويتمثل بمسؤولية صناع دراما “الهيبة” في البحث عن حالة من التطهير الأرسطي في مآلات شخصية “جبل” وادانة مجتمع المافيا. ففي النهاية هناك رسالة سامية لا بد أن يحملها المسلسل، وعليه أن يوظف محبة الناس لشخصيته “جبل” في إقناعهم بها.
هل ينجح “الهيبة2” في تأكيد نجاح جزئه الأول، أم يدخل دوامة الأجزاء المأسورة برغبات التسويق..؟ يبقى الحكم على ذلك كله… بانتظار العرض.
شاركنا النقاش