دمشق: آمنة ملحم|
يسجل المخرج الليث حجو خطوات التعاون الثاني مع شركة “ايمار الشام” بعد مسلسل “الواق الواق”، بعمل اجتماعي معاصر تعيش شخوصه “مسافة امان” عبر نص نسجته الكاتبة ايمان السعيد حاملا الكثير من الاسئلة المفتوحة على أجوبة قد تختلف من متلق الى آخر، الامر الذي يشكل عامل جذب لحجو في اختياره لمشاريعه الدرامية المتنوعة.
العمل سينطلق تصويره في دمشق خلال اسبوع، وبهذه المناسبة عقدت “ايمار الشام” مؤتمرا صحافيا حضره كل من المخرج حجو، والمدير العام للشركة ديانا جبور، والدكتورة رانيا الجبان برفقة الفنانة كاريس بشار والفنان قيس الشيخ نجيب.
وعلى خلفية المؤتمر سألنا حجو حول خلاصة العمل انطلاقا من عنوانه، ليوضح حجو بأن مسافة الامان المطروحة هي المسافة من كل الاخطار المحيطة بنا وآخرها الحرب، فكل انسان حاول وضع مسافة أمان لنفسه سواء من الحب أو الحرب او العلاقات الانسانية او الاخلاق، ولكن بعد السنوات القاسية التي مرت على البلاد، هل استطاع كل فرد الاستفادة من مسافة الامان التي وضعها لنفسه أم أنها وهم.. ؟ ..
فهل يعني هذا أن العمل عن الحرب؟ يجيب حجو أن لا وجود للحرب في العمل، ولكن لا يمكن الانفصال عن الواقع، وهذه الميزة الاساسية للدراما السورية، فهو عمل عن فترة ما بعد الحرب وما تركته من أثر على الانسان، هي حكايا تصلح لكل زمان ومكان، وفيها توثيق ليوميات سوريا الجديدة.
وحول تغيير اسم العمل المطروح سابقا “ارض محروقة”، لفت حجو خلال المؤتمر إلى أن العمل نتاج شراكة بين فريقه، وكانت رؤيتهم بضرورة الابتعاد عن العنوان الذي قد يحمل الاحباط، والتوجه نحو عنوان اكثر تفاؤلا واملا، كي لا يحصل سوء فهم من “ارض محروقة”، والذي قد يوحي بأننا وصلنا الى النهاية.
وفيما يتعلق بعودة نجوم الدراما السورية مثل قيس الشيخ نجيب، يؤكد حجو ل”شاشات” أن هذا الامر يتطلب تحركا من الجميع، مخرجين وفنانين ومنتجين، فالكل يتمنى العودة، مشيدا على سبيل المثال بخطوة قناة “لنا” اللافتة من خلال إعادة عرض اعمال قديمة ضمت كافة النجوم السوريين، بعيدا عن أية تصنيفات جاءت في الحرب وكيف استقبلها الجمهور.
وعن اختيار كادر العمل واستمرار حجو بمنهجه القائم على منح الخريجين من “المعهد العالي للفنون المسرحية” أدوار بطولة، يلفت مخرج “ضيعة ضايعة” الى أنه دائما في حالة بحث عن الفنان الأنسب لأداء الدور الذي بين يديه، بعيدا عن اعتبارات النجومية او حتى التسويقية، وأن انتقاء الشباب الخريجين هو استثمار للطاقات السورية الجديدة، فسوريا خلاقة بطلابها ومبدعيها، والمنفعة بتواجدهم في أي عمل تكون متبادلة.
اما عن أسماء الأبطال، فيؤكد حجو ومديرة شركة “ايمار الشام” ديانا جبور مشاركة الفنانة سلافة معمار في العمل، ولكن انشغالها خارج البلد منعها من حضور المؤتمر، فيما لن يتواجد الفنان عابد فهد ضمن قائمة البطولة وذلك لتقاطع تصوير العمل مع ارتباطاته. كما لم يحدد البديل حتى الان واعدين بأسماء هامة ستنضم للكادر خلال ايام فور اتمام الاتفاق معها.
وبعيدا عن اللقاءات الخاصة، فاجأت الفنانة كاريس بشار الاعلاميين بحضورها للمؤتمر الصحافي وجهوزيتها لتلقي أي سؤال، ولكن ضمن حدود المؤتمر . وهنا أوضحت بشار بأنها تقرأ الصحف يوميا وتتابع الاعلام جيدا، إلا أن رفضها لاجراء لقاءات صحافية يأتي من احساسها بأن تجربتها بالحياة والمهنة لا تكفي للادلاء بدلوها، اما التواجد في المؤتمرات الصحافية فتعتبره واجبا للاعلان عن انطلاق العمل والاقلاع فيه.
وتحدثت بشار عن شخصيتها في العمل واسمها “سراب”، معتبرة أنها أصعب شخصية ستؤديها طيلة مسيرتها الفنية التي تجاوزت اثنين وعشرين عاما، وتأتي هذه الصعوبة من تقاطعها معها في الواقع، اذ ان “سراب” تشبهها كثيرا، وتمثل 99٪ من النساء السوريات اللواتي اضطرتهن الظروف لحمل مسؤوليات المرأة والرجل في آن. فهي شخصية شديدة الاغراق بالواقعية وتضم مفاصل مرت معها بالواقع، كما تمثل عنوان النص بشكل كبير، فهي تعكس مسافة الامان مع المحيط والاقارب وكل شيء من حولها، تعيش الخوف من كل ما حولها، شاكرة حجو على اختيارها لأداء هذه الشخصية، متمنية أن تقدمها بالصورة اللائقة.
بدوره اعرب الفنان قيس الشيخ نجيب عن سعادته للمشاركة في الدراما السورية في دمشق بعد غياب سبعة أعوام، ضمن تجربة وصفها بالمتميزة بقيادة الليث حجو عن نص لايمان السعيد الذي سبق وشارك بعمل من تأليفها (سحابة صيف 2009 )، بالاضافة الى شركة “ايمار الشام” الواعدة بتقديم مستوى فني راق ومتميز.
ونوه الشيخ نجيب بأن عروضا عدة قدمت له خلال السنوات الماضية للعمل داخل سوريا، والعودة كانت تشكل له هاجسا، ولكن تلك العروض لم تكن تلبي طموحه بعمل يحمل قيمة فنية ومعنوية وانتاجية عالية واضافة مهنية له، لافتا إلى أن الدراما السَورية قدمت في السنوات الاخيرة عددا من الاعمال لم تكن بالمستوى الفني اللائق، ليأتي اليوم مسلسل “مسافة امان” بظروف متكاملة ويشكل بوابة لهذه العودة.
وعن شخصيته في العمل، لفت الشيخ نجيب إلى أنه سيجسد شخصية يوسف وهي شخصية مركبة وصعبة ومختلفة جدا عما قدمه سابقا، ويتطلب اداؤها جهدا حيث تعيش صراعات وتشعبا في العلاقات ضمن خط درامي متميز، ويعيش معها التحدي والتشاور المكثف مع المخرج حجو للوصول بها للصيغة الافضل.
واعربت بشار والشيخ نجيب عن سعادتهما بالاجتماع مجددا في عمل واحد، وقالت بشار إلى أن الشيخ نجيب شريك درامي جيد ومناسب بالنسبة لها.
من جانبها، أكدت جبور فيما يتعلق بتسويق العمل، أن عرض العمل على قنوات عربية متعددة هو طموح لجميع العاملين بالدراما كي يأخذ حقه بالعرض والمشاهدة، ولكن لا يمكن تجاهل أن شرط التوزيع مرتبط بالظرف العام، بالاضافة الى العمل نفسه، وهناك حاليا حالة حنين للدراما السورية المتألقة التي لم يمتلئ مكانها في المحطات، بدليل وجود مراسلات مع عدة محطات باتجاه التسويق.
ونوهت جبور ود. الجبان أن شركة “ايمار الشام” تسعى لاستقطاب نجوم في مجال الكتابة الدرامية، وكذلك كتاب جدد، فالحروب تفرز على الدوام اسماء وتيارات ومدارس ادبية وفنية جديدة. كما ان السينما تقع ضمن خطط الشركة ايضا في المراحل القادمة.
العمل الذي سينطلق تصويره خلال أيام، من المتوقع ان ينتهي التصوير بعد حوالى ثمانين يوما، ليكون جاهزا للعرض في موسم رمضان القادم.
شاركنا النقاش