دمشق: طارق العبد|
آخر ما كان يدور في بال صناع الدراما العربية هو عاصفة سياسية تقلب حساباتهم وتعيد بعض مشاريعهم إلى الأدراج، خاصة مع تجميد المحطات لخططها وبرمجتها، بانتظار ما ستسفر عنه التحولات في الخليج وخاصة السعودية. وذلك عقب عاصفة التوقيفات التي طالت عددا من الامراء والوزراء الحاليين والسابقين.
هكذا استمر منتجو المسلسلات بين مصر وسوريا ولبنان في تنفيذ أعمالهم، وسط ترقب لما سيؤول له مصير ثلاثية “روتانا- إم بي سي – أي آر تي” لا سيما أنها وبشكل أو بآخر كانت سوقاً مهماً لعرض أعمالهم، إن لم تكن شريكاً أساسياً في بعضها. فبدت برمجتها للفترة المقبلة ضبابية مع توقف عجلة الإنتاج لأعمال تم الاتفاق عليها مسبقاً، كما هو الحال مع مسلسل “العاصوف” الذي تأجل تنفيذه مراراً قبل أن يسافر مخرجه “المثنى صبح” الى الإمارات لاستكماله، ثم عاد وتوقف العمل بحكم التطورات الأخيرة.
وبات من البديهي تأجيل البحث في أي مشاريع تتعلق بخطط شهر رمضان، خاصة أن هذه القنوات تنهي خارطة عروضها في وقت مبكر تمهيداً لبدء التصوير، على اعتبار أنها شريكة في الإنتاج في بعض الحالات.
في المقابل، يكمل صناع الدراما في دمشق تنفيذ أعمالهم بهدوء ممزوج بقلق حيال ما يجري في الخليج وقنواته الكبرى، مع خسارتهم لمحطات عرض هامة، خاصة بعد ما تردد عن احتمال شراء “روتانا” لمسلسل “هوا أصفر” وعرضه قبل موسم رمضان. وينصب تركيز المنتجين على شاشات أخرى مثل “أبو ظبي” التي تقترب من عرض “فوضى”، أو “أو إس أن” التي انتهت من بث “شبابيك” وتستعد في خطوة لافتة لعرض مسلسل “عائلة الحاج نعمان”، باعتبار أن بطله “تيم حسن” قد ارتفعت أسهمه بقوة في الدراما العربية. كما بدا لافتاً قرار العرض الأول لمسلسل “وردة شامية” (الصورة) على شاشة “بي أن دراما” مع ما تمثله من خيارات بديلة أمام تخبط ثلاثية المحطات السعودية.
لكن ثمة مشكلة إضافية تتمثل في عدم استقرار حتى المحطات البديلة، وسط ما يتردد عن تخبط في أوساط “أبو ظبي” التي لم تعد تنفق الميزانيات الضخمة لشراء أو تنفيذ الأعمال الدرامية، وباتت تفضل نسخاً بميزانية متوسطة، أو تتأخر في قرار الإنتاج أو العرض، ما يفسر خروج بعض المشاريع الدرامية من أروقتها. فيما تغيب الدراما السورية عن شاشة “دبي” منذ ثلاث سنوات تقريباً وتنأى باقي القنوات الخليجية عن الأعمال المنفذة في الشام.
المشهد في مصر لا يختلف كثيراً. فكاميرات المخرجين في المحروسة استمرت في تنفيذ الأعمال التي أدرجت على خريطة الإنتاج، باعتبار أن السوق العربي أو الخليجي لم يعد ذي أولوية، في ظل طفرة القنوات التي أصابت المشهد المصري وحاجتها لملء الفراغ بساعات درامية مستمرة. وتتقاطع خيارات المنتجين المصريين مع نظرائهم السوريين في فكرة البحث عن شاشات لم تطلها عاصفة التغيرات السياسية، أو نأت بنفسها عما يجري، ولو مؤقتاً.
شاركنا النقاش