فاتن قبيسي|
يبدو ان مسلسل “الحب الحقيقي” (2) للمخرج جوليان معلوف (مقتبس عن عمل مكسيكي) الذي انطلق على شاشة “lbci ” ضمن البرمجة الرمضانية، يحمل في طياته نقلة نوعية. او على الاقل هذا ما تبشر به الحلقتان الاولى والثانية.
بعد ان كنا انتقدنا سابقا الجزء الاول (تحت عنوان “ما هو لغز “الحب الحقيقي” عبر “شاشات”) لتضمنه نقاط ضعف عدة منها سرديات ضعيفة المنطق، وتطويل مجاني وما الى ذلك، جاءت الحلقة الاولى في الجزء الثاني صاخبة، حبلى بالاحداث، وجاذبة. فقد بدأت من لحظة الذروة التي انتهت بها الحلقات الخمسون سابقا، وهذا ما اكسبها قوة الانطلاقة، اللحظة التي اكتشف فيها راكان (جوليات فرحات) ان حبيب زوجته رامي (نقولا معوض) كان يعيش معهما في المنزل كموظف تحت اسم مستعار.
وأتت الحلقة الثانية على النسق ذاته: احداث تصاعدية، تكثيف وايقاع سريع، وهو سياق يناقض الجزء الاول، بحيث ان ساعتي عرض تضمنتا نقاطا مفصلية في القصة. بدءا من طرد راكان لزوجته نورا (باميلا الكيك) وصولا الى اخبارها بموت والدها (اسعد رشدان)، وصدمتها بالخبر. فيما الصدمة الثانية ستطالعنا بها حلقة الليلة، بعد اعتراف راكان في لحظتها انه هو من تسبب بوفاة والدها، بطريقة غير مباشرة. وهو الاعتراف الذي زاد من حماوة الموقف، في وقت كان يُتوقع ان ينطق به الرجل بعد استنفاد صبر المشاهد، كما درجت عليه العادة في الكثير من المسلسلات. . وهذا ان دل على شيء، فانه يدل على ان العمل مفتوح على مزيد من الاحداث التصاعدية..
باختصار الزخم المنطوي في حلقتين، يخالف المنهجية المعتمدة في الجزء الاول. وهي نقطة استقطابية هامة. كما ان المواقف وردود افعال الشخصيات جاءت بمعظمها طبيعية ومقنعة. يضاف اليها اداء احترافي لابطال العمل. كما ان كاتبين جديدين دخلا على الخط في الجزء الحالي، وهما جاد خوري وجواد مزهر، يبدو ان اسلوبهما اكثر رشاقة.
واذا كان “الحب الحقيقي” المنتج المنفد مي ابي رعد) قد عرض في جزئه الاول قبل رمضان، ونال نسبة مشاهدة عالية (رغم اخطائه)، فان ذلك لا يشكل ضمانا له اليوم بانه ربح جمهوره سلفا. فالمنافسة الرمضانية تخضع لقواعد مختلفة. والانطلاقة الواعدة هي احد مفاتيح كسب الرهان. فهل سيتابع المسلسل بالايقاع ذاته والحفاظ على عنصر الاثارة، ام انه سيخسر الرهان في الايام المقبلة؟
شاركنا النقاش