فاتن قبيسي|
يمكن القول ان “البيت الملعون” (يعرض عبر “شاهد”) يشكل خطوة الى الأمام في مجال دراما الرعب كأول مسلسل رعب خليجي، بانتاج لبناني (ايغل فيلمز)، خاصة وان اعمال الرعب في الوطن العربي نادرة، واحيانا تقدم بشكل اقرب الى الكوميديا لافتقاد الرؤية الاخراجية المحترفة غالباً.
ورغم انه ليس بأمر جديد، هو ظهور أرواح الموتى لاشخاص أحياء تربطهم بهم صلة قرابة او معرفة، لإرعابهم وتخويفهم، غير ان مفاصل القصة التي كتبتها نجاة حسين، والإخراج لمحمد جمعة نسجا حكاية تلفزيونية لا تخلو من تشويق، اضف الى ذلك عنصراً بالغ الاهمية وهو تجسيد الشخصيات التي برع بها كل من المبدعة هدى حسين، والقدير خالد امين، وجاسم النبهان، وفرح صراف… الى جانب ممثلين لبنانيين شكل حضورهم قيمة مضافة للعمل مثل باسم مغنية وعلي منيمنة وسينتيا صموئيل وفادي ابو سمرا..
من المهم ان هذا العمل الذي صُور في لبنان ان يفتح المجال في لبنان والوطن العربي امام دراما الرعب، التي تفوّق فيها الغرب كثيرا. وما توافر المنصات المختلفة الا بمثابة فرص عدة امام المنتجين للعرض، بعدما اكتسحت معظم المنصات مسلسلات الرعب الأجنبية، والتي يُظهر المشاهد العربي اهتماما كبيرا بها.
عشر حلقات، استدعى تصويرها حوالى شهرين بسبب دقة اللقطات وصعوبتها، وقد فرضت فضول المتابعة لأحداث دارت معظمها بين جدران البيت الملعون، وصولاً الى نهاية تمت صياغتها مع إخراج الارواح من البيت التي تتشاركه مع ساكنيه، وقتل الزوج الشريرة “زيد” (خالد امين) على يد زوجته “رزان” (هدى حسين) بعدما تلبستها روح أخرى.. مع الاشارة الى ثمة توفيقاً كبيراً في اختيار القصر الذي صُور فيه العمل، والذي يبدو انه قديم وملائم الى حد كبير لمجريات القصة.
ولكن ثمة سؤالاً حول المشهد الأخير برسم صناع العمل، والذي يظهر فيه “زيد” مجددا بعد قتله:
هل يعني فقط ان البيت سيبقى ملعوناً، رغم تطهيره من أرواح السابقين، ليشكل ذلك خاتمة للعمل تنسجم بشكل نهائي مع عنوانه؟ أم أن ذلك يؤسس لموسم ثان، تخوض معه “رزان” وولداها وحبيبها القديم (باسم مغنية) مغامرة جديدة في مواجهة الروح الشريرة المستجدة؟
شاركنا النقاش