[sam_zone id=1]

ضياء عبد الوهاب|

على الرغم من التشابه الكبير بين فيلم “الصمت” (The Silence) الجديد وفيلم “مكان هادئ” (Quiet Place) الذي عُرض تقريباً بنفس الفترة من العام الماضي، يحتل الأول منذ طرحه عبر “نتفليكس” من حوالى أسبوعين مركزاً ضمن العشرة الأوائل في قائمة الأفلام الأكثر شعبية. فما هو السبب وما هي نقاط التشابه والاختلاف بين الفيلمين؟

بداية نجد الفكرة الأساسية ذاتها في الفيلمين، حيث تتعرض الأرض لهجوم مخلوقات لا تملك القدرة على الرؤية، لكنها تمتلك القدرة على سماع الأصوات وتحديد مصدرها، ويُعتبر البشر طعامها المفضل، ونشاهد قدرة عائلة أميركية على مواجهة هذا الخطر، من خلال تجنب إصدار الأصوات، مستعينةً بمعرفتها بلغة الإشارة بسبب تعرض الابنة لحادث أدى إلى فقدان قدرتها على السمع.

لا يمكن المقارنة من حيث الإيرادات بين الفيلمين، لأن فيلم “الصمت” من توزيع شبكة “نتفليكس”، وبالتالي لا يتم عرض الفيلم في دور السينما، وإنما فقط عن طريق الانترنت. وهو مقتبس عن رواية حديثة للكاتب البريطاني “تيم ليبون” نُشرت العام 2015، أظهرت دور الانترنت ووسائل التواصل في سرعة نشر الأحداث التي تدور في أنحاء البلاد، والقدرة على التواصل بسهولة. كم اظهر حالة الذعر والشلل التي تسود في هكذا نوعية من الأحداث، والتي عرضها الفيلم منذ بداية ظهور الكائنات الطائرة من أحد الكهوف في باطن الأرض، والتي خرجت بأعداد كبيرة، تضع بيوضها الكثيرة في أجسام ضحاياها، مما يزيد من أعدادها بشكل هائل، لا تستطيع كل وسائل دفاع الولايات الأميركية التصدي لها. وذلك على عكس فيلم “مكان هادئ” الذي وضعنا مباشرة في جو ما بعد الكارثة، وتتبع أسلوب حياة العائلة فقط بدون وجود أي شخصيات أخرى في الفيلم.

تتمثل قمة الإثارة في الفيلم من خلال تشكل طائفة تدعى تجمع الصامتين، والتي تدعو من نجا إلى الانضمام إليها من خلال قطع اللسان، ولا تقبل الرفض، وعندما ترفض العائلة ذلك، تتعرض للهجوم من قبل الطائفة من خلال إرسال طفلة منهم، تربط حزام من أجهزة الجوال حول خصرها، وتبدأ الأجهزة بالرنين داخل المنزل لتهاجم الكائنات القاتلة من كل الجهات، فيعم الذعر في العائلة التي تحاول النجاة من الكائنات من جهة، ومن أعضاء الطائفة من جهة أخرى.

أضاف الخطر الثانوي مع الخطر الأساسي إثارة وتشويق للأحداث، والتي تم سردها بدون إسهاب، مما ابعد الملل عن المشاهد، الذي يترقب الاحداث مأخوذا بها، مما ساهم في نجاح الفيلم، بالإضافة إلى أداء ممثليه الاحترافي.

كتب كل من “كاري فان دايك” و”شين فان دايك”سيناريو القصة، وأخرج الفيلم “جون ر. ليونيتي”، وشارك فيه عددا من الممثلين مثل “ستانلي توتشي”، “كيرنان شيبكا”، “ميراندا أوتو”، و”بيلي ماكليلان” وغيرهم.

في هذا المقال

شاركنا النقاش