[sam_zone id=1]

ضياء عبد الوهاب|

تأثرت صناعة الأفلام والمسلسلات بفكرة العوالم الموازية التي طرحت لأول مرة من قبل العالم الأميركي “هيو إيفرت الثالث” العام 1954. ويعتبر مفهوم العوالم الموازية من أكثر المفاهيم المثيرة للحيرة في مجال الخيال العلمي، مما جعله مادة خصبة للعديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية. وقد ظهرت الفكرة بوضوح في فيلم “The One” لـ “جيت لي” سنة 2001 ومسلسل “Fringe” سنة 2008 والعديد من الانتاجات.

قدمت شبكة “نتفليكس” واحداً منها في نهاية العام 2016، وهو مسلسل من ثمان حلقات بعنوان “The OA” نال الكثير من النقد الإيجابي ونقاط تتجاوز الثمانية على موقع IMDb، وتم الإعلان عن تجديده لموسم ثاني في بداية العام 2017، وقامت “نتفليكس” بطرحه نهاية الشهر الماضي تحت عنوان “The OA part 2″، وتلقى الكثير من النقد الإيجابي وبنسب عالية. وقد جاء مرضياً بشكل كبير لأنه حمل الكثير من الإجابات عن العديد من ألغاز الموسم الأول التي لم يتم حلها مع نهايته، مع محافظته على جو الغموض، بالإضافة الى خلق خط جديد يتقاطع مع شخصيات الموسم الأول بطريقة متناغمة ورائعة، الشخصيات التي تابعت الأحداث في الجزء الثاني والتي علقت بذهن متابعي الموسم الأول، مع ظهور شخصيات جديدة أيضاً، كل هذا جعل المسلسل في قائمة أكثر المسلسلات شعبية على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.

وظهرت فكرة العوالم الموازية في الموسم الجديد بشكل واضح تماماً، على عكس الموسم الأول والذي مهد للفكرة فقط، ولن نكون قادرين على الفهم أو الاستمتاع بالجزء الثاني، إلا بعد متابعة الموسم السابق للتعرف على أبطاله وخاصة “بريري جونسون”، والتي تلقب نفسها ب “OA” اختصاراً لكلمتي “الملاك الأصلي”، بعد أن اختفت لمدة سبع سنوات وكانت ضريرة وظهرت فجأة وهي تبصر، لتروي قصتها التي لم يصدقها أحد. وينهي الموسم الأول حلقته الاخيرة وقد تعرضت لإصابة تتركها بين الحياة والموت.

ويتابع الموسم الثاني الأحداث، و”بريري” في بعد جديد (عالم مواز) من جهة، ومن جهة ثانية محقق خاص يبحث عن فتاة مفقودة بطريقة غامضة بسبب لعبة جوال، متورط فيها رجل أعمال بارز ومنزل مهجور يحمل معه تاريخ من الغموض (في نفس البعد)، ومن جهة ثالثة أصدقاء “بريري” من الموسم الأول يفكرون بالانتقال إلى بعد يشكّون بتواجد “بريري” فيه من خلال الحركات التي كانت قد علمتها لهم سابقاً.

تتضمن كل حلقة من حلقات المسلسل الثمانية حلاً لأحجية تحمل الحلقة عنوانها، والتي تشكل بمجموعها صورة نهائية، تكتمل وتصبح واضحة لنا، ولكن مع ابقاء أحداث معلقة أو بدون تفسير وتحتاج لموسم آخر على ما يبدو لاستيعابها. كما جاءت نهاية الحلقة الأخيرة مشابهة للنهاية في الموسم الأول، مع بعض التعديلات المقصودة والتي تحتمل عدة تأويلات.

المسلسل من كتابة “زال باتمنجلي”، وأخرج “زال” معظم حلقاته، وهو من بطولة “بريت مارلنغ”، و”جيسون ايزاك” و”ايموري كوهن”، و”باترك جيبسون”، و”كينجسلي بن أدير” وغيرهم.

في هذا المقال

شاركنا النقاش