ضياء عبد الوهاب|
تم عرض مسلسل ” The Haunting of Hill House ” (منزل “آل هيل” المسكون) عبر خدمة “نتفليكس” الشهر الماضي. المسلسل المكون من عشر حلقات تصدر سريعاً قائمة المسلسلات الأكثر شعبية، وبقي حتى الآن محافظاً على هذه الصدارة بجدارة، وبتقييم 8.9/10 على موقع IMDb ، ونسبة إعجاب بلغت 97% من مستخدمي “غوغل”. كما حظي بآراء نقدية إيجابية من قبل الكثير من النقاد والكتّاب الذين وصفوه بالمذهل والرائع والعظيم، وأحد أفضل أعمال “نتفليكس” على الإطلاق.
يعود ذلك إلى قوة المسلسل على صعيد النص، الإخراج والتمثيل. أما النص فهو رؤية متجددة من قبل الكاتب والمخرج “مايك فلاناغان” لرواية من الخمسينيات يحمل المسلسل عنوانها، للكاتبة “شيرلي جاكسون”.
وتدور الأحداث في خطين زمنيين: الماضي وفيه تقوم عائلة كرين بشراء منزل “آل هيل” بهدف ترميمه وإعادة بيعه، حيث يتخذ الوالد “هيو” من هذا العمل مهنة له بمساعدة زوجته “اوليفيا” وأطفاله الخمسة. لكن بعد مرور فترة تطول بسبب صعوبات تواجه الأب خلال الترميم، يختبر أفراد الأسرة ظواهر غير طبيعية داخل المنزل تنتهي بحادث مأساوي، تجعلهم يفرون منه.
والحاضر بعد مرور 26 سنة على الفرار من المنزل، اذ تجتمع العائلة من جديد بسبب حادث مأساوي آخر يعيد لهم ذكرياتهم في منزل “آل هيل”، وكيف أثر المنزل بكل فرد من أفراده.
يضفي سرد أحداث الماضي مع الحاضر بشكل مقتطفات تتداخل بطريقة سلسلة، لكل فرد من أفراد الأسرة، الغموض على كامل الحلقات، فلا تكتمل الصورة إلا مع الحلقة الأخيرة.
كالعادة يبدع “فلاناغان” في الإخراج كما عودنا سابقاً (في أفلام “Hush”و”Before I Wake” و”Oculus”) في اختيار اللحظات التي لا نتوقع فيها المشاهد المرعبة. ومع ذلك لم يطغَ طابع الرعب على الحلقات بشكل عام، مع إدخال متعمد للأشباح في خلفية العديد من المشاهد، قد لا يتم ملاحظتها من المرة الأولى.
كما تم استخدام تقنية تصوير اللقطة الواحدة باستخدام كاميرا واحدة وبشكل متواصل في كثير من المشاهد، لتجعل المشاهد في قلب الحدث، ويعيش الوقت الزمني الفعلي للأحداث.
أداء الممثلين كان ملفتاً، ومنهم “تيموثي هوتون”، “كارلا جوجينو”، “اوليفر جاكسون كوهن” و”هنري توماس” وغيرهم، مما ساهم في نجاح المسلسل رغم وجود خمسة أطفال ضمن الفريق التمثيلي في الخط الزمني الماضي، والذي جاء أداؤهم جيدا أيضاً.
المسلسل أبعد ما يكون عن مجرد أشباح وقصص رعب، فهو يتعرض للعلاقة بين أفراد العائلة، وتأثير طريقة التعامل مع الأطفال ومخاوفهم في تكوين شخصيتهم، بالإضافة لى العلاقات الزوجية، وطريقة التعامل مع الأمراض النفسية. كما يتطرق إلى موضوع الإدمان والمخدرات.
وفي تغريدة للكاتب الأميركي المعروف “ستيفن كينغ” عن المسلسل والمعجب شخصياً بروايات “شيرلي جاكسون”، ذكر أنه أُعجب برؤية “فلاناغان” وتعديلاته، وقال أن العمل عظيم وأقرب ما يكون للعبقرية.
شاركنا النقاش