[sam_zone id=1]

ضياء عبد الوهاب|

كتبت الأميركية “جيليان فلين” ثلاث روايات حتى اليوم، لاقت جميعها نجاحاً ملحوظاً آخرها كانت رواية “Gone Girl” في العام 2012 التي حُولت إلى فيلم يحمل العنوان نفسه في العام 2014 . وسبقتها رواية “Dark Places” في العام 2009 ، وحُولت إلى فيلم في العام 2015.

أما أول رواية نشرتها في العام 2006 ، فكانت “Sharp Objects”، وتم تحويلها مؤخراً إلى مسلسل تلفزيوني من قبل الكاتبة “مارتي نوكسون”، إخراج “جان مارك فالي”. ويُعرض حاليا على شبكة “HBO”، ويضم ثمان حلقات، ويحمل عنوان الرواية نفسه “Sharp Objects”.

ثلاث نساء، في مراحل عمرية مختلفة، يعانين الاضطراب، مساهماً بذلك المجتمع الذكوري في المجتمعات المغلقة ونظرته الخاطئة للمرأة: بطلة المسلسل “كاميل بريكر”، أمها، وأختها المراهقة غير الشقيقة.

ووفق الاحداث، يطلب رئيس تحرير الصحيفة التي تعمل فيها “كاميل” في شيكاغو بالسفر إلى بلدتها الأم “ويند غاب” في ولاية ميزوري، لمعرفة ملابسات قضيتين تخصان فتاتين من البلدة، الأولى قُتلت منذ أشهر بطريقة بشعة، والثانية مضى أيام على اختفائها، وذلك من اجل الكتابة عن الحادثتين في الصحيفة، باعتبار “كاميل” ابنة المنطقة.

تحاول الصحافية “كاميل” التملص من المهمة بسبب الذكريات السيئة التي مازالت تعاني منها، ويتجلى ذلك في معاقرتها المشروب الدائم، بسبب وفاة أختها الصغرى ومعاملة أمها السيئة لها آنذاك، والتي أدت إلى اعتيادها على إيذاء نفسها، من خلال حفر الكلمات على جسدها في مناطق عدة منه، وهروبها من بلدتها التي لا تهتم إلا بالنميمة والشائعات، لتعود لها الكوابيس السيئة، خاصة مع عودتها إلى منزل أمها واضطرارها لتحمل اللوم الذي تلقيه عليها في كل شيء، وممارسة أمومتها بطريقة خاطئة. أمها التي تزوجت وأصبح عندها ابنة مراهقة تربيها، وتعوضها عن ابنتها المتوفاة.

ورغم وجود جريمة وقاتل في المسلسل، لكن لا نستطيع اعتباره مسلسل جريمة، بل دراما نفسية، تسبر اغوار شخصية “كاميل” بشكل رئيسي، بالإضافة إلى أمها وأختها غير الشقيقة، بطريقة تدريجية، لنكتشف شيئاً فشيئاً الصعوبات التي واجهتها وأدت إلى تحطيم شخصيتها، من خلال “فلاش باك” عند كل نظرة أو صورة أو موقف تمر به، لتصبح عملية البحث عن القاتل أمرا ثانويا، تقود فقط الإطار العام للأحداث.

في ظل كل هذه الضغوط التي تتعرض لها “كاميل”، هل ستعود إلى عادتها القديمة في إيذاء جسدها؟ أم أنها ستحاول التصالح مع ذاتها ومع أمها؟ كيف ستكون علاقتها مع المحقق الذي يمسك بالقضية؟ وهل سيتم القبض على القاتل؟ أسئلة عديدة تشدنا لمتابعة حلقات المسلسل ومعرفة النهاية.

ولاقى المسلسل، مع أنه ما زال قيد العرض الكثير من النقد الإيجابي من قبل النقاد، مع الثناء على أداء “ايمي آدمز” بطلة المسلسل. وحصل على 8.4 نقطة على موقع IMDb، ومعدل 93% على موقع “روتين توماتو”، حاصدا المرتبة الثالثة في قائمة أكثر المسلسلات شعبية حتى اليوم.

في هذا المقال

شاركنا النقاش