دمشق: طارق العبد|
قبل عام ونصف بدأت الفضائيات العربية تبحث عن نمط جديد من البرامج، بعيدا عن مواهب الغناء والنجومية . فكانت ثمة خيارات، ومن ضمنها الدخول في عالم الموضة وتصميم الازياء، بما يحتاجه من تحد لجذب المشاهدين.
التركيبة الخاصة لمثل هذا النوع من البرامج تحتاج أسماء من الوزن الثقيل للجذب. فاختارت “أم بي سي” المصمم العالمي إيلي صعب في برنامج “Project runway”، ليقود مجموعة من المهتمين بعالم الأناقة والأزياء، بحثا عن مصمم ناجح في العالم العربي . نجحت الخطة بجدارة في الموسم الأول في العام الفائت، فأطلقت المحطة السعودية موسماً ثانياً، بدأ عرضه قبل اسبوعين .
الموسم الجديد، الذي صور بالكامل في بيروت خلال فترة الصيف، شهد تعديلات على مستوى الحكام والضيوف. فإلى جانب صعب وخبيرة الموضة التونسية عفاف جنيفان، انضمت الفنانة المصرية يسرا . وتمت الاستعانة بملكة جمال لبنان السابقة فاليري أبو شقرا لمهمة التقديم، بالإضافة الى المصممة السعودية ريم المنصوري المسؤولة عن تدريب المشتركين.
وفي الحلقات الاولى كشف ايلي صعب عن فرصة يمنحها للفائز، بتدريبه لستة أشهر في داره الخاصة للتصميم . وبدا لافتاً كم النصائح التي يوجهها قبل البدء بتنفيذ المشتركين للاختبارات الاسبوعية، ليظهر الرجل كحكم بعيدا عن الاستعراض، فيما لفتت النظر قسوة جنيفان على المشتركين خاصة أصحاب التقنيات الضعيفة. اما الفنانة يسرا فاثارت الجدل حيال دورها، بين من يعتبرها عنصرا هاماً في اللجنة، وبين من يراها غير مؤهلة للتقييم في مجال الموضة.
ولكن هل نحن أمام عمل نخبوي يتوجه لمحترفي الموضة أم أنه للهواة وكل المشاهدين؟
يشير أحد العاملين في فريق الاعداد الى أن العمل غير موجه للمحترفين. فالمشتركون هم هواة أو يدرسون التصميم. بل ان الموسم الماضي شهد مشاركة خياط عادي نجح في الوصول الى مراحل متقدمة، فالأولوية في النهاية لمن لديه تقنية وتنفيذ مميز، حتى لو كان شخصاً غير ضليع كثيراً في عالم التصميم . والعبرة هي بمن يتجاوز المهام الاسبوعية، حيث سيخرج الأضعف، بغض النظر عن شهرته أو أهميته خارج البرنامج .
ويركز على أهمية المشترك القادر على إقناع شريحة واسعة من الآراء، بحيث يقدم تصميماً متميزاً وتجارياً في آن معاً، فيمكن أن تعجب به زبونة وتشتريه.
ويضيف: نحن أمام برنامج غير نخبوي فهو “فورما” أميركية موجهة للشارع بشكل عام. ومن يتابع البرنامج ليس بالضرورة أن يكون ضمن مجال الموضة وتصميم الازياء. لا سيما وانه يعتمد على فكرة تلفزيون الواقع التي تشجع الناس على متابعته، بفعل اللحظات الواقعية التي تنقلها الكاميرا مع كل خطوة أو تحد، يقابله ردات فعل المشتركين. كما يلعب الضيف الأسبوعي دوراً هاماً في تحفيز نسب المشاهدة. فمثلاً تطل “أبلة فاهيتا” او الفنانة نجوى كرم كضيفة في الحلقات، بالإضافة إلى شخصيات في عالم الفن أو الأناقة ستطل تباعاً .
تكشف الحلقات الأولى أننا أمام عمل رصدت له ميزانية عالية، ويعتمد دقة في الديكور والتصوير ونقل مشاهد تصميم الازياء، وتقديم آراء واضحة حيال أسلوب تنفيذ وخياطة الأزياء. فهل ينجح الموسم الثاني من البرنامج في تقديم مصمم جديد إلى عالم الأناقة؟
تعرضه “ام بي سي 4 ” الأحد في التاسعة مساء بتوقيت بيروت.
شاركنا النقاش