[sam_zone id=1]

ضياء عبد الوهاب|

لم ينجح فيلم “Glass” (زجاج)، على الأقل من الناحية النقدية، رغم أنه نتاج دمج قصتي فيلميّن ناجحين، وهو أحدث أفلام المخرج والكاتب الأميركي من أصول هندية “مانوج. نايت شيامالان”، الذي يحمل في مسيرته العديد من الأفلام المميزة كان فيها الكاتب والمخرج معاً. وقد تركت بصمة في عقول متابعيها، ابتداءً من فيلم “The Six Sense” (الحاسة السادسة)، وفيلم ” Unbreakable” (غير قابل للكسر”)، وفيلم “The Village” (القرية)، وفيلم “Split” (انقسام) في العام 2017، الذي لقي نجاحاً مالياً وآراء نقدية إيجابية، خاصة مع إتقان بطله “جيمس ماكفوي” لدوره “كيفن كرامب”، والذي يتقمص فيه 24 شخصية مختلفة، تهمين واحدة منها على البقية، وهي شخصية “الوحش”. وفي المشهد الاخير في “انقسام” يظهر الممثل “بروس ويلز” بشخصية “ديفيد دن” (بطل فيلم “غير قابل للكسر” والذي حظي وقتها بنجاح أيضاً)، ليُذكرنا بـ “السيد الزجاجي” الشخصية الشريرة في ذلك الفيلم، والتي لعب دورها الممثل “صامويل ل.جاكسون”.

هذا المشهد الختامي كان بمثابة حجر الأساس لفيلمه “زجاج” ليربط به الفيلمين (“غير قابل للكسر” و”انقسام”) مكوّنا بذلك ثلاثية، قام بوضع أبطال وشخصيات الفيلمين فيها، من جهة شخصية “دن” الرجل الذي يكتشف قدرته على النجاة من أي حادث واستعمال تلك الميزة في إيقاف الأشرار، ومن جهة اخرى شخصية “كيفن كرامب” المضطربة والمنقسمة إلى 24 شخصية، الذي يخطف ويقتل النساء لتغذية شخصية “الوحش” فيه، طبعاً مع وجود “السيد الزجاجي” –”اليجا برايس”- المصاب بمرض نادر يجعل من عظامه هشة سهلة الكسر، ولكنه يتمتع بذكاء حاد يستعمله بشكل شرير انتقاماً من كل ما جعله على ما هو عليه.

لم يستطع “شيامالان” من خلال قصته إعطاء الزخم لشخصياته القديمة، والتي تابعناها منذ حوالى 20 عاماً، لنجدها فجأة بدون أي تمهيد يمنحنا التعاطف معها في مواجهة شخصية “الوحش”، ثم يتم القبض على الشخصيات الثلاث (دن، اليجا، كيفن) وتوضع في مصحة للأبحاث النفسية، للعلاج من قبل “د. ايلي ستابل”- تقوم بالدور الممثلة “سارة بولسون”- باعتبارهم مصابين بنوع من جنون العظمة، يجعلهم يعتقدون بأنهم من ذوي القدرات الخارقة. فكرة تجعلنا نشكك بهذه الشخصيات التي تابعناها سابقاً. واذا كان “شيامالان” اراد ايصال رسالة جيدة حول قدرة الإنسان على إستثمار أفضل قدراته عند ظروف معينة، لكنه لم يستطع أن يبلور هذه الرسالة بشكل جيد، ناهيك عن كم الصدف الكبير في مجريات الأحداث.

في النهاية استطاع الفيلم أن يحجز المركز الأول في شباك التذاكر الأميركي للأسبوع الثاني، ويحتل قائمة أكثر الأفلام شعبية، كما يحتل المرتبة الأولى للإيرادات هذا الأسبوع في دور السينما المصرية. ويعود ذلك إلى أبطاله المحبوبين واستناده الى فيلمين ناجحين، ولكن بعيداً عن ذلك، لم يكن الفيلم بالمستوى الذي عودنا عليه “شيامالان” في أفلامه!

في هذا المقال

شاركنا النقاش