ضياء عبد الوهاب|
مازال مسلسل المرآة السوداء “Black Mirror” في موسمه الرابع، يحتل المركز الأول في قائمة أكثر العروض شعبية، للأسبوع الثالث على التوالي. وذلك لتميزه في المواضيع التي يطرحها حول التقدم التكنولوجي وتأثيره على الأفراد والمجتمعات بصورة عامة. وجاء هذا الموسم في ست حلقات، كل حلقة منفصلة كالعادة عن الأخرى بفكرتها وممثليها وحتى مخرجها، من دون الخروج عن الإطار العام للمسلسل.
حملت الحلقة الأولى فكرة لعبة مصممة من قبل مبرمج يستطيع إدخال أي شخص فيها، عن طريق عمل محاكاة لهذا الشخص، بعد الحصول على الـ DNA خاصته، حتى دون علم الشخص نفسه، ليستغلها المبرمج في الانتقام من أي شخص يزعجه أو ينتقده. فيبقى الشخص حبيساً إلى ما لا نهاية داخل اللعبة، والمبرمج هو المتحكم بكل أحداثها وشخصياتها.
وتعالج الحلقة الثانية موضوع خوف الأهل على أولادهم، والنتائج العكسية التي يسببها هذا الخوف الزائد. وتم طرح الفكرة باستخدام تقنية تسمح بزرع معالج داخل دماغ الطفل موصول إلى جهاز لوحي، يُمكّن الأهل من مراقبة انفعالات الطفل ومؤشراته الحيوية، بالإضافة إلى ما يشاهده ومكان تواجده، ليلغي أي خصوصية للطفل ويحد من قدرته على التعامل بشكل طبيعي مع المجتمع.
اما الحلقة الثالثة فتتلخص باعتماد جهاز متقدم وصغير يستطيع النفاذ إلى ذكريات أي شخص وعرضها بشكل فيديو ضمن الجهاز، ليكشف بذلك عن عدة جرائم ارتكبت للتغطية على جريمة قديمة.
وتختص الحلقة الرابعة بالعلاقات الزوجية من خلال برنامج مواعدة يساعد على انتقاء الشريك المناسب، عبر تجميعه للمعلومات من كل لقاء يتم تحديده وتحديد مدته من قبل البرنامج نفسه، ليبدأ فرانك وايمي المشتركان في البرنامج بطرح تساؤلات حول منطقية البرنامج وقدرته.
وبالنسبة الى الحلقة الخامسة، فانها تصور الات معدنية بتقنيات متطورة تحكم الأرض وتلاحق البشر، للقضاء عليهم حتى لأتفه الأسباب.
أما الحلقة الأخيرة فتناولت، من خلال عدة احداث، الوجه الأسود للتقنيات الحديثة، واستغلالها للتلاعب بالعواطف البشرية والبشر أنفسهم.
المسلسل البريطاني Black Mirror من تأليف الكاتب والمنتج البريطاني تشارلي بروكر، والذي صرح أن سلسلة من الروايات المقتبسة عن المسلسل ستصدر لاحقاً، اثنان منها في العام الحالي بالتعاون مع عدد الروائيين، ومنهم الكاتب كوري دوكتورو، والكاتبة كاثرين ويب وغيرهم. وقد تم بث جميع الحلقات على شبكة Netflix في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، ليحظى بتقييم 8.9 من 10 على موقع IMDb ، و94% على موقع “روتين توماتو”، و4.9 من 5 من قبل مستخدمي “فايسبوك” متربعاً على قائمة أكثر المسلسلات شعبية.
شاركنا النقاش