ضياء عبد الوهاب|
استحوذ فيلم “ثلاث لوحات إعلانية خارج إيبينغ ميزوري” على النصيب الأكبر من جوائز حفل الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون الواحد والسبعين، في 18 الجاري، برصيد خمس جوائز استحقها كأفضل فيلم، أفضل نص أصلي (مارتن ماكدونا)، أفضل فيلم بريطاني، أفضل ممثلة بدور رئيسي (فرانسيس ماكدورماند)، وأفضل ممثل مساعد (سام روكويل).
الفيلم المرشح لسبع جوائز أوسكار من كتابة وإخراج مارتن ماكدونا، ويحتل المرتبة السادسة في قائمة أكثر الأفلام شعبية لهذا الأسبوع، ويتناول قصة “ميلدريد” (فرانسيس ماكدورماند)، الأم التي تعرضت ابنتها للاختطاف والاغتصاب والقتل والحرق، ولا يستطيع قسم شرطة البلدة ورئيسه “ويلوبي” (وودي هاريلسون) من إحراز أي تقدم في كشف الجاني، حتى بعد مرور عدة أشهر على الحادثة، مما يدفع الأم إلى فكرة فريدة عبر استئجار ثلاث لوحات إعلانات على نفس الطريق الذي وقع فيه الحادثة، ووضع عبارات قصيرة تمس المحقق “ويلوبي” بما يخص الحادثة، لتنقلب البلدة ضدها بمن فيهم رجال قسم الشرطة، والقيام بعدة محاولات لمضايقتها من أجل إزالة هذه الإعلانات، متذرعين بأن “ويلوبي” مصاب بالسرطان ويعتبر رجلاً جيداً، وقام بكل ما يستطيع بخصوص حادثة ابنتها.
تزداد الأمور صعوبة على “ميلدريد” عند قيام “ويلوبي” بالانتحار، وتحميلها مسؤولية ذلك من قبل اهل البلدة، رغم أن انتحاره لا علاقة له بالقضية، كما جاء عن لسانه في خطاب يتركه لها. حتى أنه قام بنفسه قبل موته بدفع أجرة شهر كامل للوحات الإعلانية، ليبين تعاطفه معها في محنتها.
وتتصاعد الأحداث بعد أن يتم إشعال النيران في لوحات الإعلان، وقيام “ميلدريد” كرد فعل بإشعال النار في قسم الشرطة بعد التأكد من خلوه، فقد كانت اللوحات تمثل الأمل بالنسبة لها لدفع السلطات لمحاولة اكتشاف الفاعل. ويتبين لاحقاً أن شركة الإعلانات تحتفظ بنسخة من الملصقات في حال تضرر الأساسية، فتعود “ميلدريد” وتنشرها من جديد.
يعالج الفيلم المعاناة الشخصية لأهالي ضحايا الجرائم المرتكبة التي لا يتم اكتشاف فاعليها، متمثلة بدور “ميلدريد” الأم، التي تسعى للحصول على العدالة لابنتها من جهة، وعدم تكرار ما حدث لضحية اخرى من قبل المجرم نفسه الذي بقي حراً طليقاً.
وعلى صعيد آخر، تتعامل السلطات مع الموضوع كقضايا وأرقام بسبب العدد الكبير للجرائم على اختلاف أنواعها. ورغم ذلك حاول الكاتب إظهار التعاطف الشخصي من قبل رجال الشرطة سواء بشخصية “ويلوبي”، أو مساعده الذي تراجع عن موقفه ضد ما فلعته ميلدريد، ويصبح في صفها محاولاً مساعدتها لإيجاد الجاني. ولعل ترك النهاية مفتوحة في الفيلم ساعدت على نجاحه، فخرج مارتن من قالب (الحل الدرامي المتعارف عليه). وفي النهاية تبقى العديد من القضايا معلقة من بدون اكتشاف الفاعل!
شاركنا النقاش