فاتن قبيسي|
ما زالت تتفاعل اصداء الحلقة الافتتاحية للموسم الجديد من “حديث البلد”. الحلقة التي اثارت غضب بعض الاعلاميين المستهدفين فيها، واشعلت مواقع التواصل الاجتماعي.
تحول لقاء الاعلامية منى ابو حمزة برئيس مجلس ادارة “ام تي في” ميشال المر الى مناسبة لتصفية الحسابات. اعتبر المر صدور حكم قضائي ببراءته و”استديو فيزيون” من تهمة التخابر غير الشرعي مسوغا لكل الكلام. فتح النار على قناتي “ال بي سي اي” و”الجديد”. اعتبرهما شريكتين في الحملة ضده، “بتمويل معروف من وراه”.
شكلت اطلالة المر فرصة للتصويب على كل من طاله وطال محطته، إن في قضية التخابر غير الشرعي، او في اطار الرد على الانتقادات الموجهة الى شاشته. فلم يوفر مثلا البرنامج الانتقادي “لهون وبس” الذي كان هو وراء اطلاق “كوكب” على Mtv وإقرانها بصفة “كواليتي”، وهما كلمتان اصبحتا لصيقتان بها الى حد ما.
واللافت هو مشاركة ابو حمزة في الحملة هذه، وخروجها بتعليقات ساخرة مفاجئة، كما استخدمت برنامجها للنيل من الاعلامية ريما نجيم، في وقت اعتادت فيه على ممارسة دورها كاعلامية رصينة، اكثر من الخوض في الحملات الموجهة. مما اساء لبرنامج “حديث البلد” الذي انحرف عن مساره هذه المرة.
وتحول اللقاء الى منبر للمديح الذاتي، تكال عبره المدائح للمحطة التي قال المر بانها تحتل الصدارة، وتستقطب 42 في المئة من سوق الاعلانات. بل ذهب الى القول بأنها ستبقى “حرقة في قلب” القيمين على المحطات المنافسة، وأن مشاهديها هم من الطبقة الاجتماعية المثقفة والميسورة، ولا يأتي هذا الكلام بالطبع لصالح المحطة التي ترفع شعار:
“MTV” مش لحدا.. MTV لإلك”. الا تخاطب المحطة بذلك كل مشاهد من اي فئة كان، ولاي طبقة اجتماعية انتمى؟
هكذا ارادت قناة “المر” ان تمارس هجوما مضادا، وسط حرب اعلامية مفتوحة يشارك فيها عدد من المحطات. وسرعان ما تنضوي تحت لوائها مواقع التواصل الاجتماعي التي تهلل للاعلامي الفلاني وتشتم الآخر او تتهكم على ثالث، في لعبة “يتخندق” فيها جمهور المحطات تبعا لاحكام المنافسة غير الشريفة.
ماذا دار في “حديث البلد”؟
انتقد المر “الجديد” التي كانت تخوض حربا اعلامية بوجه “ام تي في”، قال انه حتى بعد صدور حكم البراءة بشأن قضيته، فانها استمرت تهاجم محطته عبر “تخصص ربع ساعة في مقدمة نشرتها الاخبارية.. حتى خلال عدوان تموز ما عملتها”! فعلقت ابو حمزة: “هالقد Mtv او انت شخصيا مهددين البلد؟!” ثم سألته عن سبب عدم تقدمه آنذاك بدعوى تزوير على ضوء ملفات قدمت في القضية، ثم علقت ساخرة: “كنت عبّيتلّن نشرات الاخبار.. بركي ما عندن شي”!
وعندما قالت ابو حمزة “ان القضاء انصفكم ولم يعجبهم الامر” في اشارة الى “الجديد”، علق المر: “ما رح يعجبهم، لأن كل ما يتعلق ب Mtv هو حرقة بقلبن، وكان الافضل لهم تحسين ادائهم وبرامجهم”. ثم اردف: “قناتنا احتلت المرتبة الاولى لخمس سنوات، واستحوذت على الحصة الاكبر اعلانيا، ولا يمكنهم مواجهتها، لأن الضربة جاءت من تحت الزنار”!
ولكن “ال بي سي اي” نالت الحصة الاكبر من الهجوم. فقد اعتبر المر بان بطرس حرب استخدمها في حملته ضد Mtv انطلاقا من الصلة التي تجمع عائلتيهما. ووجه سهامه الى مارسيل غانم من دون ان يسميه بقوله بان هناك من يعتبر نفسه “اهم من القاضي ومدعي عام التمييز والوزراء والنواب واعلى السلطات القضائية… اذا كنت لم تفعل شيئا فلماذا لم تمتثل الى القضاء؟” واكملت ابو حمزة الكلام قائلة: “ونحن ظُلمنا لثلاث سنوات ( في قضية زوجها بهيج ابو حمزة) ولا مرة هاجمنا القضاء، لان القضية وطنية ويجب عدم التهجم على القضاء وتجييش الناس من اجل قضية شخصية”.
كما ان زميل غانم على المحطة نفسها نال ايضا نصيبه من النقد اللاذع. فقد المح المر الى هشام حداد مقدم برنامج “لهون وبس” بقوله: “لازم نجيب ناس جلئين يتسعدنوا عالشاشة ليعملوا رايتينغ”؟! وفي معرض انتقاد اعلان “ال بي سي اي” لصدارتها في 96 حلقة من اصل مئة حلقة تلفزيونية، قال المر “يبدو انه تعذر عليهم تزوير آخر اربع حلقات”، فيما علقت بدورها ابو حمزة غامزة من قناة “لهون وبس”: “يمكن ال4 بالمئة (بدل الحلقات الاربع) عم يحضروكن بس لينتقدوكن.. تحضيرا للبرنامج”!
ولم يكتف المر بما سبق، بل راح يؤكد بأن محطته كموقع وجهاز بشري وتجهيزات هي الافضل في العالم العربي، مستعرضا الارقام السباقة لمتابعي محطته عبر مواقع “السوشيل ميديا” بين المحطات اللبنانية، عندها تلفظ ميشال ابو سليمان بعبارة مستهجنة جدا: “في حدا بيطري هون .. بركي بعالجهن! هكذا اهان ابو سليمان القيمين على المحطات المنافسة امن دون رفة جفن!
اما لماذا الدعاية في Mtv اغلى، فيأتي جواب المر:” طبيعي لأنه يشاهدها “طبقة اجتماعية، لديها مستوى علمي معين، لا تطالها بقية المحطات”. وتضيف المذيعة “وقادرة تصرف (مالا)”. هذا الكلام استفز ناشطين كثرا على مواقع التواصل الاجتماعي، متقدين الفرز الطبقي في هجوم عنيف على المحطة، في اطار ما اطلق: #كواليتي_وعنصرية_ تلفزيون_ المر.
هكذا، تسقط الخطوط الحمر بين المحطات التلفزيونية، ومعها ورقة التوت، وبات كل برنامج ومعه كل اعلامي يطلق “رصاصه” يمينا وشمالا، في معرض الدفاع عن النفس. وما اشعل الفتيل هو استحداث برامج في الاونة الاخيرة (او فقرات معينة) لانتقاد برامج واعلاميين في محطات زميلة… وكأن التنافس على كعكة الاعلانات لا يكفي.. واصبحت “الشاشات” كرة يتقاذفها اللاعبون، بلا اي قواعد للعبة، وفي غياب حَكَم يضبط الفوضى. ولكن هل انتهت اللعبة هنا؟
لا تشي الردود عبر مواقع التواصل الاجتماعي بانتهاء “الملاكمة” التلفزيونية بالطبع. الاعلاميان هشام حداد وريما نجيم ادلا بدلوهما عبر “تويتر”، واعلن الاول ان الثانية ستكون ضيفته في برنامجه، مما ينذر بحلقة “نارية” من “لهون وبس” على “أل بي سي اي” الثلاثاء المقبل .
ردا على كلام ابو حمزة: “في ناس جعدنوا عالراديو 24 او 48 ساعة طلعوا ب”غينيس”! قالت نجيم التي كانت خاضت التجربة عبر اذاعة “اغاني اغاني”- التابعة لتلفزيون المر- عبر تغريدة جاء فيها: “مديرك كان اول الداعمين للفكرة، والذي يجلس امامك اليوم كان اول المصفقين، وسبق لكِ ان استضفتني وبالغتِ في تقديري، وكنتُ شاكرة لطفك يا لطيفة. #نفاق.. #تبييض_ وج_ مقزز.
انه الفريق الشاسع بيني وبينك. اقول الحق ولا اتراجع عنه لارضي فلانا او فلانا، علني احظى بموسم جفاف!”
اما هشام حداد فغرد بداية عبر كلمتين: “حديث الولد”. وقال: “قدي صار نازل كمية بزاق عليكن من مبارح لليوم: مشي قدام التلاثاء..” واضاف 3 هاشتاغات: “رصاصة_الرحمة”، “من فمكم_ادينكم”، “فوقي_طبقي_عنصري”.
وفي تغريدة ثانية له: “ما يحصل على التلفزيون لا يعالج على التلفون. اهلا وسهلا بكم في جورة الوحل”.
.. فعلا انها جورة الوحل.. متى ستخرج محطاتنا التلفزيونية منها؟
شاركنا النقاش