[sam_zone id=1]

القاهرة : دعاء حسن|

صدمة قاسية ونهاية مأسوية انتهى بها فيلم “شحن” للمخرج اللبناني كريم الرحباني. ورغم ذلك استطاع أن يضم جائزة جديدة لفيلمه القصير، بحصده جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فئة الأفلام القصيرة، ضمن فعاليات الدورة الـ 39 ل”مهرجان القاهرة السينمائي”. علما بانه حصد من قبل جائزة أفضل فيلم قصير من مهرجان “روتردام”، كما حصل على جائزة من “مهرجان ايطاليا للأفلام القصيرة”.

وتدور أحداث الفيلم الذي نال اعجاب الحضور عند عرضه في “القاهرة السينمائي”، حول معاناة طفل ينزح مع جده من سوريا إلى لبنان هرباً من الحرب السورية، بواسطة شاحنة تنزلهم في منطقة البقاع، تاركين فيها أمتعتهما، ويتوهان هناك إلى أنْ تأتي ممثلة تقلهما معها وتسكنهما في منزل لها في بيروت. ويضطر الطفل إلى أن يتسول في شوارع المدينة لتأمين الدواء لجده المصاب بمرض “الالزهايمر”، لينتهي الفيلم بموت الطفل بشكل مفاجئ يتسبب في حدوث صادمة للجمهور.

واعترف كريم الرحباني لـ “شاشات” أنه بالفعل تعمد صدمة الجمهور، وذلك بعدما “اعتادنا على مشاهد الموت والدماء والدمار لتصبح عادية، ما جعلني أقوم بكتابة هذا الفيلم مع والدي غدي الرحباني، كصرخة لإنقاذ الطفولة الضائعة، وخاصة أن الأطفال هم المستقبل الذي نطمح أن يقوم بالتغيير”.

شحن

وأشار إلى أنه استوحى قصة الفيلم من الطفل السوري عبد الهادي عساف، مؤكدا أنه لاجئ سوري بالفعل يتسول في شوارع لبنان، لافتا إلى أنه التقي به منذ 3 سنوات، حيث كان يتسول وكان هو انذاك يبحث عن طفل ليشاركه فيلمه الأول “مع روحك”. وبعدما تحدث مع هذا الطفل هرب منه خوفا من أن يسلمه للشرطة، ليلتقي به مجددا ويبدي رغبته في التمثيل.

وتابع الرحباني: “فكرة الفيلم انطلقت بعدما تقربت من الطفل، حيث اكتشفت أنه هو من يعطي أهله الدعم المعنوي والمادي، لتنقلب الأدوار هنا، فعادة يهتم الشخص الأكبر سنا بالأصغر، ولكن الأمر اختلف مع عبد الهادي”.

وأشار إلي أن الطفل كان لديه استعدادات للتمثيل، ولكنه عاني معه أيضا من بعض الصعوبات أبرزها عدم حفظه للنص بشكل جيد ، فضلا عن عدم السيطرة عليه لكونه اعتاد على الحركة في الشارع، وهو ما دفعه لتدريبه لمدة 3 شهور.

كما اقر الرحباني أنه كان حائرا في كتابة نهاية الفيلم، حيث كان يفكر بأن ينتهي بضياع الطفل، ولكنه كان يجلس مع والده في إحدى الأمسيات، ليناقشان نهاية الفيلم واستمع وقتها لنشرة الأخبار عن وفاة طفل سوري أثر تعرضه لحادث سيارة، ليعتبرها هو ووالده رسالة موجهة إليهما، ويستقران على النهاية القاسية.

وعن اختياره عنوان “شحن” للفيلم، أوضح أن السوريين اصبحوا يشحنون إلى لبنان، وكأنهم بضاعة تنقل من مكان إلى آخر.
وعن سبب اختياره لاقتحام السينما وابتعاده عن الموسيقى، وخاصة أنه حفيد منصور الرحباني قال: “أفتخر بانضمامي لهذه العائلة، ولكن لكل شخص هويته وشخصيته الخاصة، و شعرت أن لدي ما أقوله في السينما”.

وعن جديده خلال الفترة المقبلة أشار إلى أنه يستعد لأول أفلامه الروائية الطويلة مع شقيقه المؤلف الموسيقي عمر الرحباني، رافضا الكشف عن تفاصيله لحين اكتماله.

 

في هذا المقال

شاركنا النقاش