[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

“المكتوب يُعرف من عنوانه” هكذا يقال عادةً، ولكن فيلم “Fakebook” هذه المرة كسر القاعدة. الأرجح ان العنوان الذي اختير للفيلم الذي افتتح أمس في “غراند سينما” في فردان، يوحي بشيء من الخفة في التناول، أو على الاقل هذا انطباع فوري يمكن ان يولده، لكن مشاهدة المضمون تفاجئك، حيث يأخذك الفيلم في رحلة مشوقة تجمع بين الأكشن والمواقف المؤثرة في إطار بوليسي-انساني.

لذا، بدايةً، لا نغالي إذا قلنا بأن العنوان قد ظلم العمل.

الفيلم خرج الى النور امس، بعد تأجيل ست سنوات بسبب الظروف التي مر بها لبنان، ولكنه بدا “طازجاً” و”حيوياً”، علماً انه مبني على قصة حقيقية حصلت في العام 2019، عندما تم القبض على بائع كعك في صيدا يبيع المخدرات للتلامذة. وإن كان ثمة تساؤل هنا حول سبب كل هذا الانتظار لإطلاق الفيلم. وهو إنتظار لم يتح لبعض المشاركين فيه مشاهدته بسبب رحيلهم عن عالمنا، كالممثل الراحل حسام الصباح .

ولعل صعود نجم الممثل عبده شاهين في مسلسل “الهيبة” آنذاك هو الذي دفع المخرج ايلي ف. حبيب لإختياره بطلاً لفيلمه. وقد نجح شاهين في حمل هذه المسؤولية على الشاشة الكبيرة. فيما جاء “الكاستينغ” عموما موفّقاً، حيث قدم بديع ابو شقرا دوراً يحمل كل التجديد له كممثل، كما كان كل من الممثلين الآخرين في مكانه المناسب، من كارلوس عازار، وسعيد سرحان ودجى حجازي الى مسا حبيب…

تحت شعار الفيلم “لما العدالة ما تفيدك، مجبور تبلّ إيدك”، تدور الأحداث، التي وإن كانت تتضمن بعض الخطوط الدرامية المألوفة في التلفزيون والسينما، كمكافحة المخدرات في المدارس، والثأر الشخصي بعيدا عن القضاء، وعملية الخطف، الا أن كل ذلك تمت صياغته هنا في اطار حكاية تملك مقومات الجذب، ليس فيها هفوات واضحة، مستندةً الى استخدام تقنيات لافتة في مجال تصوير اجهزة الترصد والتعقّب داخل مركز الشرطة.

ومن علامات “نضوج” العمل أنه لم يشعرك بالوقت على مدى حوالى ساعتين، وأن حبكة الخاتمة مرسومة بعناية. واللافت ان المخرج حبيب شارك ايضا في كتابة القصة الى جانب دينا حمزة، وكذلك في الانتاج الى جانب بلال أبو شقرا. علما ان ثمة ميزانية جيدة مدعومة بحسن تنفيذ مراحل الفيلم.

ولعل الشعور الايجابي الذي تخلفه المشاهدة في نفسك، نابعاً في جزء منه من كونه فيلماً لبنانياً، في وقت تعاني فيه السينما المحلية من تراجع الإنتاج كماً ونوعاً. وقد تم تصوير الأحداث في قلب العاصمة بيروت، مما يخلق حبلاً وديّاً بين الأمكنة والُمشاهد اللبناني عموماً.

أخيراً، يمكن القول أنه في مقابل النهضة التي بدأت تشهدها الدراما اللبنانية في السنوات الأخيرة، يشكّل “Fakebook” عملا يُراهن عليه كمدماك واعد في مجال نهضة السينما اللبنانية.

  • “Fakebook” انتاج Green، GLORY، وVMP Production، يعرض في دور السينما في لبنان ابتداء من الخميس المقبل في 18 كانون الاول (ديسمبر) الحالي.
في هذا المقال

شاركنا النقاش