[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

نجح الكاتب والمخرج مارك قديح في إختيار النجمين يوسف الخال وعمار شلق، ليترجما رؤيته الفنية عبر مسرحية “انتاج محلي”. الأداء الاحترافي للرجلين والذي يجمع بين العمق والخفة اعاد للخشبة اللبنانية تألقها، واعاد اليهما ألقهما الغائب بغياب اعمالهما المسرحية منذ فترة.

يوسف وعمار على المسرح ممثلان منسجمان تعيد اكتشافهما من جديد. تحب أداءهما، تصدقه، وتحب حركتهما وتفاعلاتهما مع الحوار. ومن وراء ذلك، تشعر انك تحب ممثليْن لبنانيين من الطراز الرفيع، لطالما نجحا في الدراما التلفزيونية، واثبتا وجودهما في اعمال عدة.

بعد غياب 20 عاماً، عاد الكاتب والمخرج مارك قديح بمسرحية “إنتاج محلي” على مسرح “الإليزيه” في بيروت. وقد شهد الافتتاح حشد كبير من السياسيين والعسكريين والفنانين والنقاد والإعلاميين ومحبي الفن المسرحي.

تتطرق مسرحية “إنتاج محلي” إلى قصة سامر (عمار) المنتج الذي يزور صديقه الكاتب جيري (يوسف) بهدف تحصيل دينٍ قديم. إلا أن جيري ينسج سلسلة من الأفكار العبثية، ويقترح فكرة صادمة غير انسانية لكتابة عمل فني.

وما بين الواقع والخيال، وبين والجد والمزاح، تشعر ان تجربة يوسف الخال كممثل لبناني موهوب يُستبعد غالباً في أعمال الدراما في لبنان، هي تجربة حاضرة في المسرحية، وان بشكل رمزي، حين يتطرق الحوار الى منصة “شاهد” التي يرفض “جيري (يوسف) عرضها المادي الهام لأن الفكرة لا تتوافق مع توجهاته الفكرية، ومنصة “نتفلكس” التي يرفض معاييرها ايضا، ومن ضمنها اقحام المثلية الجنسية في معظم أعمالها. وذلك من اجل التأكيد بأن المنصات الرقمية تتحكم بمفاصل الدراما.

وما بين الحقيقة والمسرحية، تتساءل عن سبب عدم الاستفادة من موهبة يوسف الخال في الدراما اللبنانية والعربية كما يجب. وهو الورقة الرابحة درامياً ومسرحياً. علماً أن يوسف هو من وضع موسيقى “انتاج محلي”، كما قدم أغنية بصوته خلال العرض من وحي الأحداث.

في المقابل، ظهر عمار شلق موفّقاًَ تبعاً لمقتضيات العمل المسرحي، حيث شاهدناه يرقص ويغني للمرة الأولى، كما بدت حركته رشيقة إثر تخفيض واضح في الوزن، قياسا لما ظهر عليه في مسلسلاته الأخيرة، ومنها “ع أمل”.

وفي ما يتعلق بالنص، فإنه يتسم بالصدق وعدم تدوير الزوايا، مستحضرا معظم الأزمات التي مر بها لبنان، لكن بريقه يتراجع أحياناً تبعا للفكرة المتناولة، في خضم بعض الأفكار اللامعة. لكن ثمة بريق في الخاتمة المشغولة وغير المتوقعة، حيث تبلغ اللعبة المسرحية ذروتها.

في هذا المقال

شاركنا النقاش