[sam_zone id=1]

خصّت الاعلامية مريم البسام موقع “شاشات” بمقال كتبته الى الفنان اللبناني يوسف الخال، على اثر ما جاء في مقابلة صحافية له مؤخرا، اعلن فيه عن مواقفه السياسية بجرأته الاعتيادية.

وجاء في رسالة مريم البسام:

عرَفَهُ مسرحُ الرحباني الثاني ممثِّلًا متقَنَ الأداء، مشرقًا كصباحٍ، وبمواقفَ تتقدَّمُ الصفوفَ الأماميةَ في الجرأةِ ذاتِ البُعدِ الوطنيّ.

يوسف الخال، يطلُّ من أغنيةٍ بصوتٍ مصقولٍ على مسرحِ الرحابنةِ الأبناءِ في زنوبيا، لتقولَ لهُ ملكةُ تدمر:

إذا تأخَّرتَ بالنومِ فلن تُغنِّيَ لكَ الحَساسيـن،
ولن يُحيِّيكَ وجهي لأنّني أمشي مع النهار، لا إلى قرار.

فيجيبُها أُذَيْنةٌ من كلماتِ منصورِ الرحباني:

أنا تأخَّرتُ بالنومِ
لأحلُمَ أكثرَ
بعينيكِ أكثرَ
لأحلُمَ أكثرَ (..)
أُحبُّكِ من دونِ اسمٍ
أُحبُّكِ من دونِ مجدٍ
وحتى سقوطِ آخرِ تاجٍ
وحتى سقوطِ الغمامةِ في النهرِ
حتى جفافِ الينابيعِ بينَ التلالِ
محالٌ…

محالٌ يا خال أن لا تكونَ شاهقًا في الخدمةِ الوطنيةِ منذ تكوينِكَ جنينًا من رحمِ والدَيْنِ عمّرا في الكتابِ والمجلّةِ والشعرِ والرسمِ والموقف.

يوسفُ ابنُ يوسف، الخالُ الأوّلُ الذي جاءنا من ديارِ عَمّارِ الحِصن، إحدى قرى وادي النصارى في سوريا، متأثّرًا بقداسةِ المكانِ وبروحِ والدهِ القسيس عبدِ اللهِ ، قبل أن تنتقلَ العائلة إلى طرابلس، وتنشأَ في كنفِ هويّتها، ويتتلمذَ الأبُ على فلسفةِ شارل مالك، ثم يصبحَ كاتبًا تحيطُه أعمدةٌ ورفاقٌ على وزنِ:
أدونيس، وخليل حاوي، ونذير العظمة، وأنسي الحاج، وشوقي أبو شقرا، وعصام محفوظ، وفؤاد رفقة، ومحمد الماغوط، وخالدة سعيد.

كان صالونُ الخميس للخالِ الركن يحفظُ هذه الأركانَ ويُغيِّبها، إلى أن زيَّنتْهُ ملكةُ جمالِ دمشق مها بيرقدار بالشعرِ والرسمِ وخطوطِ الصحافة.

عُشبةُ الملحِ السوريةُ شكَّلت “علاجَ الروح” ليوسفَ الخال عندما التقيا في دارِ النهار، فأثمرَ الحبُّ وردًا ويوسفًا ثانيًا ,تقول: “إنّهما أخذا منّي جمالَ الخَلقِ والخُلُقِ.”

دخلت مها عالمَ الدراما التلفزيونية في “الطائر المكسور”، وكتبت فيلمَيْ “قطرةُ حبٍّ” و”ما بعد الزمان”، وأقامت خمسةَ عشرَ معرضًا فرديًّا، وسبعةً وثلاثين معرضًا جماعيًّا، والعديدَ من فعالياتِ قراءةِ الشعرِ في لبنان وسوريا والعراق ودول الخليج العربي.

مها بيرقدار الخال أوجعها الوطنُ والإنسانُ والحبُّ والفقدان،
غادرت هذا العامَ سماءَنا التي امتلأت بالحروب، قائلةً:
أنا في الموقعِ المضيءِ… ومحبَطةٌ حتى الموت.

هذا ابنُها اليوم،
هذا يوسفُ يا أبي ويا إخوتي،
الذي ينطقُ بالحقِّ، فيظهرُ له الذئبُ، ويختارُ إخوتُه أحيانًا رميَه في البئر.

ومن جمراتهِ السياسيةِ اللاذعةِ يقول:

إنّ “الحكوماتِ والدولِ ممكن تعمل سلام… بس الناس؟ ما بتخيَّل…
وخاصةً الناس الجنوبيّين… الناس الجنوبيّين بعدُن عم ينبِّشوا على محبسٍ بين الترابات…
بدّو يجي بكرا أفخاي أدرعي يسلِّم عليه ويقلّو: تفضّل نشرب قهوة بالأشرفيّة؟ أو بفرادان؟
الناس رح تكون لاطية عالكوع لأنو كتير انأذينا نحنا… كتير في دمّ بيناتنا.”

قال ذلك والكثير في مقابلةٍ مع الزميلة رابعة الزيات، وكان طليقًا في الكلام، يطيرُ كريشة أمه، ويحلِّقُ كديوانِ حرّيةِ أبيه، لكأنّه أعاد تجديدَ قصيدةِ  الأب:
“هذه الأرضُ لي.”

لم يُكترثْ لناصبي الردودِ، حتى ولو رموه في “ديوانِ البئرِ المهجورة”.
فما الضيرُ إذا خُلِقَ هذا الإنسانُ على تكوينٍ إنسانيٍّ؟

كلامٌ على مقامِ أحدَ عشرَ كوكبًا مع شموسِهم وأقمارِهم الجنوبيةِ التي رهنتْ قدرَها للريح.

كان الخالُ ابنًا لشاعرِ البلدَيْنِ، أصيلًا من ينابيعِ صادقَيْنِ اثنين.

أكثرَ في النقدِ حتى على مجموعتين تحتكِرانِ عالمَ التمثيلِ، وتوزِّعانِ الأدوارَ تبعًا للولاءِ وتقديمِ فروضِ الطاعة، وتهملانِ نخبًا مغمسّةً بالتمثيلِ والأداءِ والغناءِ قبل أن يطلعَ هؤلاء.

لعلَّ نقيبَ الصحافةِ الشهيدَ رياض طه أعاد تلميعَ جائزتهِ ليمنحَها مكرّرًا معجّلًا إلى
“يوسفُ ابنُ يوسفِ الخال.”

نرشح لك:

يوسف الخال بصوت مرتفع: “انا ضد تسليم السلاح”

مريم البسام نحو الإنتقال الى هذه القناة.. ماذا في التفاصيل؟

في هذا المقال

شاركنا النقاش