[sam_zone id=1]


دمشق: آمنة ملحم|
في خطوة تحمل الكثير من الرمزية، اختارت “المؤسسة العامة للسينما” أن تكون باكورة نشاطاتها بعد التحرير تظاهرة مخصصة لأفلام الثورة السورية، بشقيها الدرامي والوثائقي للأفلام الطويلة والقصيرة.

حلمٌ طالما راود كل من حمل كاميرا في سنوات الثورة، وسعى إلى تحويل الألم والعذاب إلى حكاية بصرية، صار اليوم حقيقة في دار الأوبرا في دمشق، المكان الذي كان مجرد التفكير بدخوله محرّماً على أبناء الثورة لسنوات طويلة.
المؤتمر الصحفي الذي احتضنته أوبرا دمشق، بحضور مدير المؤسسة جهاد عبده ورئيسة لجنة تنظيم التظاهرة لمى طيارة ومدير المكتب الصحفي في المؤسسة نضال قوشحة، عكس حالة واضحة من التفاؤل بمستقبل السينما السورية، تفاؤلٌ شدّد عبده على أنه يتجاوز مجرد حدث عابر إلى رؤية لبناء مرحلة جديدة للفن السابع في سوريا، الأمر الذي سيعمل جاهدا لتحقيقه مهما حملت الظروف العامة من صعوبات، بسبب الإرث الكبير من الفساد وقلة الموارد عموماً.

وأكد عبده أن زمن الواسطة انتهى في السينما لندخل في زمن الموهبة حيث سيتم تغير آلية العمل وخلق المناخ المناسب ولا مجال للعودة، فهو عاد لسوريا وهدفه قبل أن يتسلم إدارة المؤسسة أن يحيي عصرا جديداً للسينما السورية ليرى العالم من هم السوريون الحقيقيون.

وأوضحت د.لمى أن عدد الأفلام التي تقدم أصحابها للتظاهرة ٥٦ فيلما تم اختيار ٢١ منها للعرض في التظاهرة التي ستتوزع عروضها بين دار الأوبرا، ومدينة المعارض القديمة، وسينما الكندي، والمتحف الوطني ليتاح مشاهدتها لأكبر عدد ممكن من الجمهور في دمشق، على أن تبرمج العروض لاحقا في برامج عرض بمختلف المحافظات السورية.

وأشار عبده إلى أن أهم ما تحمله التظاهرة هي الثيمة العامة المتعلقة بعرض أفلام عن الثورة السورية ومن أبنائها، وتم اعتماد معايير جودة الحكاية والصورة والموسيقى والأداء في اختيار الأفلام للتظاهرة، وبعض الأفلام ترشحت لجوائز عالمية وعرضت في دول أوروبية وأميركا الشمالية، وبعضها انتاج محلي، ومنها أيضا انتاجات أجنبية وشارك بعدد منها نخبة من نجوم الفن منهم من كان يحظى بأجر زهيد ويقدمه لصالح أبناء المخيمات والجمعيات الخيرية في زمن الثورة.
وتحمل الأفلام حكايا تنقل الوجع السوري، حيث نوه عبده أن الرسالة من التظاهرة هي محاولة نقل معاناة الشعب السوري بما يليق بآلام الأم التي حملت أطفالها وعبرت الحدود مشيا على الأقدام، وأب فقد ابنه في عرض البحار وفئة ضحت بكل مالديها وغادرت البلاد بحثا عن الحياة، متمنيا أن تنقل التظاهرة سيرورة هذه المعاناة.

وفي سؤال لـ”شاشات” حول الهدف من عرض الأفلام هل هو توثيق فقط أم هناك تركيز على جبر الخاطر ، لفت عبده إلى أن جزءاً منها موجها للداخل ومحاولة للتوثيق ولتثلج قلب صناعها الذين لم يستطيعوا تقديم نتاجهم لأهلهم في البلد، والهدف الثاني هو مد جسر التعاطف بين السوريين في الداخل ومن خرج من البلاد. فهناك فئة  من الجمهور السوري يرى بمن غادر البلاد أنهم عاشوا حياة رفاهية بعيدا عن المعاناة والقصف، ولكن الأفلام ستقدم لهم حجم المعاناة التي واجهها اللاجئون في رحلتهم خارجاً.

كما بينت د. لمى أن الأفلام ستحمل جزءا من تصحيح الصورة لدى الشعب السوري عموما عن المعاناة في الداخل والخارج، فهناك على حد تعبيرها شرخ واضح بين السوريين بهذا الاتجاه وهنا تكمن أهمية ما تقدمه الأفلام من محاولة للتأكيد أن الشعب السوري واحد.

وعن الدعوات للحضور قال مدير مؤسسة السينما أن الدعوات موجهة لكل العاملين بالفن دون تمييز وباب المؤسسة مفتوح للجميع، كما سيكون لذوي الشهداء حصة في الحضور بمحاولة للقول لهم أننا لن ننسى أبناءكم وتضحياتهم التي قدموها في سبيل الوطن.
وختم عبده مشيرا الى وجود خطة لاحقة لإنتاج أفلام قصيرة والتأكيد على أهمية دعم المواهب والشباب بالتعاون مع نقابة الفنانين لتكون السينما للجميع، مع محاولات جادة لإعادة الثقة والحضور الواسع للسينما السورية، بعيدا عن الأفكار المغلوطة عنها بأنها تحمل بروباغندا محددة أو أنها تعتمد فكرة التعري فقط، فالسينما بوابة للعالم كله.
وتتوزع عروض التظاهرة التي ستقام برعاية وزارة الثقافة في الفترة مابين ١٥و ١٨ أيلول الحالي لتكون دعوة للاحتفاء بذاكرة جماعية لم تستلم، وحكايات كتبتها العزيمة على جدار الزمن، لتقول للعالم أن سوريا لم ولن تنكسر.

في هذا المقال

شاركنا النقاش