[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

في وقت تعاني فيه السينما السورية مصاعب عدة، في ظل ظروف سياسية وامنية وانتاجية صعبة، ما زالت هناك مساع جدية للنهوض بها من قبل بعض المخرجين. ولعل باسل الخطيب هو احد اهم عرابي السينما في السنوات الاخيرة. اذ انه قدم رصيدا لافتا كما ونوعا.. “مريم”، “الاب”، “سوريون” وغيرها افلام اخرجها الخطيب في عز الازمة السورية. وقد حظيت بفرصة العرض في سيدني ومالبورن قبل شهرين. كما فاز عن فيلم “سوريون” بجائزة افضل مخرج عربي في “مهرجان الاسكندرية” العام الماضي.

لا ينفك الخطيب يزرع قلمه وكاميرته على درب الشاشة الكبيرة، ليهديها هذه المرة فيلما جديدا بعنوان “الاعتراف”. فهو الكاتب والمخرج. يسكب قصته على الورق ويؤرشفها بعدسته ويؤطرها باحساسه ورؤيته الاخراجية. ولكن هذه المرة يساعده ابنه مجيد في كتابة السيناريو، الشاب الواعد الذي يسير على درب الفن السابع من الولايات المتحدة، حيث يدرس حاليا الاخراج.

ايام عدة فقط يعلن بعدها انتهاء عملية تصوير فيلم “الاعتراف”، الذي صورت مشاهده بين دمشق وطرطوس ورف حمص على مدى شهرين. (انتاج “المؤسسة العامة للسينما”). ويلعب بطولته كل من الفنانين: غسان مسعود، ديما قندلفت، محمود نصر، كنده حنا، روبين عيسى، وائل أبو غزالة، يوسف المقبل، أسيمة أحمد، علا سعيد وفارس ياغي..

يتوقع الخطيب في حديث ل”شاشات” ان يكون الفيلم جاهزا للعرض اواخر العام الجاري. ويشير الى ان احداثه تدور في سوريا في زمنين تتقاطع خلالهما مصائر الشخصيات. الزمن الأول مطلع ثمانينات القرن الماضي والذي شهدت فيه سوريا ارهاب التنظيمات التكفيرية (الاخوان المسلمون ) والزمن الثاني في العام 2016 ، والذي تواجه فيه البلاد أبشع الجرائم من قبل هذه التنظيمات، التي اتخذت طابعاً أكثر وحشية.

ويضيف: شخصيات الماضي كما شخصيات اليوم لا تختلف خياراتها في المواجهة، وإن تباينت الأحداث والظروف التي تدفعها لذلك. وسط هذا توجد شخصيات في الفيلم تبحث في ماضيها وماضي عائلتها، لادراك ما يحدث وتحديد خيارات مستقبلها. شخصيات أخرى تعيش أزمة وجودية لارتباطها بزمن مأساوي غامض من ناحية، ومن ناحية أخرى تواجه ظروف الحرب الراهنة بما تسببت به من خراب وخوف ومستقبل لا يقل غموضاً عن الماضي.

وماذا عن العمل في ظل الازمة في سوريا، يرد الخطيب على السؤال بالقول: “سحر العمل في السينما لا يقاوم مهما كانت الظروف صعبة. اكدت السينما من خلال مواكبتها للاحداث في سوريا قدرتها على ان تكون رسالة مؤثرة ومهمة، وقد بدأت تستقطب الكثيرين من مخرجي الدراما السورية.

من جهته، يقول لنا غسان مسعود ان “الاعتراف” سيكون من الافلام المثيرة للجدل، وهو مؤثر جدا. ويشير الى انه يجسد فيه دور رب عائلة يتخذ قرارا قد يدفع ثمنه غاليا على المستوى الشخصي والعائلي. لكنه لا يتراجع لأن خياره منسجم مع قيمه ومبادئه.

ويلفت النظر الى ان الفيلم يتطرق الى الاسلام السياسي في الثمانينات وانعكاسه على العائلة والمجتمع. وهو الذي يعود اليوم باشكال جديدة، ويترك تداعياته القاسية ايضا على المجتمع، مشيرا الى ان القصة تطرح نقاشا واسعا حول مفهوم القيمة والاخلاق في المجتمع.

في هذا المقال

شاركنا النقاش