[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

“بكرة الزمن رح يمحي أسامينا

ويشحط عليها الزياح السود”

هذا ما غنته قبل سنوات طويلة الفنانة الراحلة سلوى القطريب التي أحبها كثيرون، لكن “مهرجان الزمن الجميل” خالف توقعاتها. فقد اكد بأن اسمها ما زال حياً في الوجدان من خلال تكريمها في نسخته الثامنة، لتستلم ابنتها الفنانة ألين لحود درعها التكريمي، وتغني على المسرح أغنية والدتها “خدني معك”، وكأنها تعطي هذه المرة معنى مغايراً لهذا المقطع بالذات في هذه الأغنية.

لا مجال للنسيان مع ” مهرجان الزمن الجميل”، يبحث عن نجومه السابقين بحرص من يخاف ان يصيبه سهو. أسماء كدنا ننساها اعادها الى أذهاننا بقوة، في حفله الذي اقيم الاحد في كازينو لبنان.. من لا يتذكر أغنية “نفتا هندي”، واغنية “حبيبي بحب التش” مثلاً؟ المهرجان وصل الى بلاد الاغتراب ليحضر الفنان رجا بدر من كندا على نحو غير متوقع، وكذلك بالنسبة الى الفنانة هدى روحانا الذي كان حضورها مفاجئاً، وقد أعاد كل منهما تقديم أغنيتهما الشهيرتين على المسرح، في استعادة لأغنيات قريبة من القلب.

رجا بدر مستلماً الجائزة التكريمية

المهرجان اقيم في موعده المقرر في 29 حزيران، رغم الدعوات لمؤسسه ومديره الدكتور هراتش سغبزريان  بالتأجيل، بسبب الحرب الأخيرة. وقد كان الحدث، الذي أقيم برعاية وزير الاعلام بول مرقص، ونُقل عبر هواء  lbci مباشرة، متسماً بالتنظيم الدقيق للمنتج المنفذ رالف معتوق، وباللوحات الفنية الاستعراضية اللافتة، في ظل اخراج موفّق لروي لطيف.

ينثر المهرجان السنوي أجواء الحنين المجبول بالفرح وراحة الضمير، وهي راحة تشعر بها اثناء تكريم الكبار، وإن لم تكن مشاركاً فعلياً في هذه المبادرة.

الموسيقار فاروق سلامة

الموسيقار المصري فاروق سلامة حضر الى المكان بأعوامه الـ89، بكل ما يملك من هيبة فنية وتاريخ عريق، وهو الذي واكب أجيالاً من الفنانين بدءا من ام كلثوم وعبد الحليم حافظ مرورا بميادة الحناوي، وصولاً الى مادونا. وقدم أفضل الالحان من مثل، “نعمة النسيان”، “سلامتها ام حسن”، و”يا صعيدي”…

صعد الموسيقار المخضرم الى الخشبة بأقدام ثقيلة ولكن بأنامل رشيقة، ولحظات من المتعة قضيناها معه وهو يستحضر بعزفه “ام كلثوم” عبر ألة “الاكورديون”، وكأنه هو الذي كرّمنا بمعزوفته وليس العكس.

ولكن لا يعنى ان هذه المناسبة- والتي تشكل للفنانين من الأجيال السابقة فرصة لاعادة تلاقيهم بعد انقطاع طويل- هي مناسبة بعيدة عن ذرف الدموع. فقط اكد الفنان الكبير جهاد الأطرش أنه بكى هو والفنانة وفاء طربية، لدى رؤية زميلتهما الفنانة جيزيل نصر ، التي كرمها المهرجان بعد غياب.

الحدث السنوي اُختير له هذا العام الممثلة كارمن ليس لتقديمه، وقد بدت متمكنة في ما تفعل. كما اختير المطرب غسان صليبا ضيف شرف ليقدم اجمل اغنياته امام الحاضرين في اطار إستعراضي جذاب.

وكإضافة لهذا العام، تم للمرة الاولى تكريم فيلم “الباطنية” للمنتج محمد مختار، وبطلته ناديا الجندي التي عبرت عن فرحتها، كون التكريم يكون غالباً للأبطال وليس للأعمال بحد ذاتها.

“مهرجان الزمن الجميل” بنسخته السابعة.. أضحكنا وأبكانا 

دكتور هراتش والوزير بول مرقص والفنانتان المكرمتان عايدة رياض وشيرين

في مستهل المهرجان، كانت خلفية المسرح عبارة عن ساعة ضخمة تعود بعقاربها الى الوراء. نوستالجيا سريعة تسري في البدن عند رؤيتها. قبل ان تعرف من سيقع عليهم التكريم هذه المرة، واي مناطق في الذاكرة سيوقظ.

لكن هذه اللعبة الزمنية على المسرح، والتي افضت الى سهرة استثنائية ملؤها الوفاء، دفعت الممثل السوري الكبير ايمن زيدان الى القول اثناء تكريمه:

 “اللي ما بكون وفيّ لمبارح، ما بيقدر يعمل بكرة احلى”.

وهذا بالضبط ما يفعله الدكتور هراتش، بعيداً عن التنظير.. مع “مهرجان الزمن الجميل” يتحول الماضي الى حاضر ومستقبل، حيث مسيرة التكريمات تواصل طريقها.

وثمة مواءمة ناجحة هنا ..  فكلما توغل المهرجان سنوات الى الوراء ليحضن نجومه من النسيان او التناسي، كلما تقدّم، بنفس الوقت، أشواطاً الى الأمام، من خلال تقديم نسخة اكثر عصرية وحداثة.

مهرجان “الزمن الجميل” (8) يكرّم 25 شخصية.. هذه أسماؤهم

الفنانان المكرمان ايمن زيدان ووفاء موصللي

مهرجان “الزمن الجميل” (8) يكرّم 25 شخصية.. هذه أسماؤهم

نرشح لك:

“مهرجان الزمن الجميل” بنسخته السابعة.. أضحكنا وأبكانا 

بطريقة مميزة.. الإعلان عن موعد “مهرجان الزمن الجميل”

على مشارف الدورة الـ8.. وفد “مهرجان الزمن الجميل” يزور وزير الإعلام 

إختيار ممثلة لبنانية لتقديم سهرة “مهرجان الزمن الجميل” 

في هذا المقال

شاركنا النقاش