فاتن قبيسي|
تستكمل قناة “المنار” حالة “الطوارىء” الإعلامية، اذا جاز التعبير، التي بدأتها في اطار تغطية وقائع معركة تحرير جرود عرسال من “جبهة النصرة”. فالقضية هي قضية المحطة قبل اي شيء، وهي تستثمر كل طاقاتها في سبيل إيصال الصورة الميدانية المباشرة الى المشاهد.
ويُسجل للمحطة ان بعض مراسليها وصلوا الى أماكن متقدمة جدا في الجرود، لم يصلها اي مراسل في اي قناة اخرى. وهو ما بدا جلياً اليوم، حين قامت كل من محطتي “ال بي سي اي” و”ام تي في” بنقل أولى مشاهد انطلاق قافلة مسلحي “جبهة النصرة” وعائلاتهم الى سوريا عن الشاشة الصفراء، بالفيديو والصور. علما ان “المنار” كانت السباقة ايضا في نقل وقائع معركة تحرير الجرود، انطلاقاً من نقاط قريبة جدا من ارض المعركة.
وتواصل المحطة استعداداتها لمواكبة تحرير خمسة اسرى من حزب الله” في الساعات المقبلة، في اطار عملية التبادل بين الحزب و”جبهة النصرة”. وذلك بحسب خط سير موكب الاسرى المحررين. كما ستواكب المهرجانات التي ستقام في منازل الاسرى المحررين في الجنوب والبقاع، حيث سينقل المراسلون وقائع استقبالهم من قبل ذويهم مباشرة على الهواء.
“لبنان ينتصر .. الاٍرهاب يندحر” فاصل جديد بثته المحطة اليوم، على وقع اندحار المسلحين الملثمين الى خارج الحدود اللبنانية، معطوفاً على آخر عنوانه “زمن الحرية” يتمحور حول الأسرى المحررين بالامس، الى جانب ثالث “نصر لبنان أمن وامان”. هذه الفواصل التي تتميز بسرعة الإنجاز، على وقع التطورات الميدانية، تطعّم بها المحطة شاشتها المستنفرة، وقد استُقي بعض صورها ومشاهدها من الاعلام الحربي “لحزب الله”، ما يعطيها بعداً لوجستياً ونابضاً.
وكانت “المنار” قد أفردت مساحه واسعة للتغطية الاعلامية لمعركه تحرير جرود عرسال من الارهاب التكفيري، فحولت برمجتها الى برمجة مواكبه للحدث الوطني، بحيث أوقفت عرض المسلسلات، ووسعت من تغطيتها الميدانيه للحدث. وكان الزميل محمد قازان مراسل القناة من جرود عرسال برفقه الفريق التقني الذي اوكل اليه مهمة التغطية، بالاضافة الى المراسل علي يزبك من منطقه البقاع. ومنذ بدء المعركة، اطلقت المحطة -التي كانت تنقل كاميراتها لقطات تحت راية العلم اللبناني و علم “حزب الله”- شعار “علمنا ع راس التلة”.
وعند بدايه وقف اطلاق النار، وبالتزامن مع المفاوضات، اوفدت المحطة الزميل علي شعيب لمتابعة عمليات تحرير جثامين الشهداء وتحرير الأسرى أمس.
وتجدر الاشاره الى ان المحطة وزعت مؤخرا طاقاتها عبر ثلاثة محاور: فقد واكبت معركة الجرود بالتزامن مع: اولا ذكرى انتصار تموز، حيث حافظت على برمجتها المقررة، فعرضت برامج خاصة بالمناسبة، مثل الفيلم الوثائقي “جنرالات الهزيمة” لحسن حجازي، يحكي النزاع الحاصل بعد الحرب واثنائها بين جنرالات العدو العسكرية والسياسية، وبرنامج “خط النار” من القرى الحدودية.
وثانياً احداث الاقصى، من خلال الإحاطة بكل ما يتعلق بها، وإطلاق فواصل خاصة تتعلق بالمناسبة. كل ذلك، والأناشيد الحماسية تصدح بين حين وآخر، لتستكمل الشاشة الصفراء بذلك بُعدها الثوري.
شاركنا النقاش